| |
فرْحة (شعبيَّة) .. بـ (هديَّة ملكيَّة)..؟!! حمّاد بن حامد السالمي
|
|
* بدأ السعوديون استعداداتهم لاستقبال عيد فطرهم هذا العام 1427هـ، بفرحة استباقية بهيجة، تمثَّلت في (مكرمة ملكية كريمة)، قدّمت موعد إجازاتهم من 24 رمضان، إلى الثامن عشر منه. * وحلَّ مساء آخر جمعة من شهر رمضان، الذي سبق مدافع عيد الفطر المبارك بثمانٍ وأربعين ساعة فقط، محفوفاً بفرحة أخرى تطرق أبواب السعوديين من جديد، فها هي (عيديّة) سعيدة من مليكهم، تمثَّلت في الإعلان عن (نظام هيئة البيعة)، الذي اعتمده خادم الحرمين الشريفين، (الملك المصلح عبد الله بن عبد العزيز) حفظه الله، بعد مرور عام ونيف على تولِّيه مقاليد الحكم. * لقد عمّ شعور كامل بالارتياح، وتجدّدت الثقة في النفوس كافة، لأنّ (هيئة البيعة)، التي قدّمها لشعبه أبو متعب حفظه الله، وكما جاء في بنود نظامها المؤسِّس لها، سوف تتولّى سياسياً وبشكل موسع وغير مسبوق في تاريخ الدولة السعودية، (آلية) انتقال المُلك، وولاية العهد، في أبناء الملك المؤسِّس (عبد العزيز آل سعود) رحمه الله، وأحفاده وأبنائهم من بعده، فهذه هي واحدة من منظومة إصلاحية شاملة، تبنّاها وينجزها على مراحل، الملك عبد الله حفظه الله، وهي أهم وأكبر خطوة إصلاحية، يجري تثبيتها في مسيرة البلاد الدستورية، في عهد الملك المصلح عبد الله بن عبد العزيز حتى اليوم. * شكَّل هذا الإعلان السياسي البالغ الأهمية عند كافة السعوديين، وهم يستقبلون عيد فطرهم هذا العام، داعماً جديداً للثقة، ومرحلة جديدة مميّزة من مراحل الإصلاحات الوطنية الكبرى في تاريخ بلادهم، فوجود (هيئة سياسية قانونية) كهذه، سوف يقطع الطريق على مردِّدي الإشاعات، ومروِّجي التكهُّنات، ومحترفي الاختلاقات، كلما تعلّق الأمر بشأن الحكم وإدارته في المملكة العربية السعودية، وزاد من تمتين هذه الثقة، ومتانة هذه المرحلة، صدور نظام تأسيس الهيئة من الرِّحاب المقدَّسة، بجوار البيت العتيق، وحرم الله الآمن، وفي ظرفين مقدّسين زمانياً ومكانياً، في رمضان، وفي مكة، وفي ظروف سياسية واجتماعية مستقرة، ونموٍّ اقتصاديٍّ قياسي، فما كان هناك من مجال أو فرصة، أمام أصحاب الأفكار السوداء، لبثِّ سمومهم، ونشر عللهم، فقد أحكم نظام الهيئة في مواده (الخمس والعشرين)، غلق الثغرات، ودفع التكهُّنات، وسدّ التذرُّعات، حول مسألة توقُّع المرض والعجز والوفاة وخلافه، خاصة وأنّ الأحياء من أبناء الملك عبد العزيز رحمه الله، جميعهم ممثّلون في الهيئة، بل هم نخبتها السياسية، وسنامها الأعلى، وأنّ وجود هذه النخبة في الهيئة، يعزِّز دور مجلس الأُسرة ولا يلغيه، فهو امتداد لأهدافه السامية، الرامية إلى تماسك الأُسرة الحاكمة، وفهمها المتقدِّم، لأهمية بقاء هذا التماسك والتفاهم بين أفرادها، الذي هو تأكيد وترسيخ لتفاهم وتماسك كافة أفراد الشعب، بكلِّ فئاته ومذاهبه وشرائحه. * إنّ مهام (هيئة البيعة)، وإنْ بدت مختصة بوظيفة محدَّدة بمنصب ملك البلاد وولاية العهد، إلاّ أنّها تجسِّد صورة برلمان دستوري كامل الأُطر، بما لها من صلاحيات وتأثيرات، تحت مظلّة تصويت أعضائها، والهيئة سوف تصبح مع مرور الأيام، وتراكم التجارب في مسيرتها العملية، مرجعية أساسية، لهيئات ومجالس ومؤسّسات، في أكثر من شأن، سواء كان سياسياً، أو اجتماعياً، أو اقتصادياً، أو غيره. * إنّ ما يعزِّز ثقتنا أكثر، في مستقبل الهيئة، وفي ما سوف تضطلع به من دور، وتحققه من ثبات واستقرار في مستقبل البلاد، ذلك التأكيد الواضح في (المادة الثالثة)، من مواد نظامها الذي نصَّ على : (التمسُّك بكتاب الله الكريم، وسنّة نبيه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه وسلم، والمحافظة على كيان الدولة، والوحدة الوطنية، ومصالح الشعب، ووحدة الأُسرة المالكة، وتعاونها، وعدم تفرُّقها). إنّ أهمية قيام هيئة سياسية بهذه المواصفات اللافتة، والتنظيمات المحكمة، لا تتوقف عند حدود (المحلي والداخلي)، ولكنها تتجاوز ذلك إلى الجوار، والإقليمي والعربي والإسلامي والدولي، فالمملكة كما هو معروف، أكبر كيان سياسي وقوة اقتصادية في منطقة الجزيرة العربية والخليج، ولها مكانتها الإسلامية في العالم الإسلامي، فهي قِبلة أكثر من مليار مسلم على وجه الأرض، وراعية لمقدَّساتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي صاحبة التأثير الأقوى عربياً، ولها ثقلها السياسي والاقتصادي دولياً، فهي في موازاة هذا كله، لا تحتمل نشوء أزمات خطرة في نظام حكمها، تؤثِّر في استقراها السياسي، أو تعرقل نموها الاجتماعي والاقتصادي. * كلُّ الشكر لأبي متعب على هذه الهدية (العيدية)، وشكراً له مرة أخرى، أنْ اختار لأمانتها، معالي الدكتور (خالد بن عبد العزيز التويجري)، رئيس الديوان الملكي، رجل السياسة والقانون، المتمرِّس في ميادين الخدمة الوطنية المشرفة، منذ أن كان يكتب أفكاره السياسية ب(حبر الصحافة)، فهو الإنسان الخلوق،، صاحب الأدب الرفيع، ودماثة الخلق، والتواضع الجم، والمشهور بالدأب على أداء مهامه بكلِّ إخلاص وأمانة، كيف لا، وهو ابن معالي الشيخ (عبد العزيز التويجري)، رجل الحرس الوطني الوفي، وصاحب الأطروحات النيرة، والمصنّفات الأدبية والتاريخية والتوثيقية الرائدة، والمواقف الوطنية المشرفة على أكثر من صعيد. * أتمنى لمعالي الدكتور (خالد)، كلّ التوفيق والنجاح في مهمته الجديدة، وأن تصبح هذه الهيئة، علامة فارقة في مسيرة بلادنا المنصورة بالله، وبعطاء حكّامها البررة من آل سعود، وتأييد شعبها الوفي.
assahm@maktoob.com |
|
|
| |
|