| |
أكلونا البراغيث!! محمد أبو حمراء
|
|
هناك خلاف بين علماء اللغة في مسألة نحوية اشتهرت بينهم وهي (أكلتني البراغيث) وأظن أن القارئ العزيز يفهم القصة كاملة والتي ربما نسيت مفرداتها بالضبط. لست هنا بصددها، لكني أرى وأسمع مثلكم الهجوم الذي يشن على الإسلام، ابتداء من الدانمارك وانتهاء بالبابا ومروراً بالمدرس الفرنسي.. إلخ الهجوم على الإسلام من غير أهله، بل وصل الهجوم على الإسلام من بعض أبنائه عن غير قصد أو عن قصد، ونحن هنا قد نؤيد المؤامرة في الهجوم على كل ما يتعلق بالإسلام كدين وأمة وجغرافية، وما نعتقده هنا هو من خلال الشكل والمضمون الذي تنسق وترتب زمنياً به تلك الهجمات التي ينطبق عليها مسألة (أكلوني أو أكلتني البراغيث) ولعل الحجاج بن يوسف الثقفي قد أصاب في حقه وأخطأ في حقنا حينما قال: إنه لا يغمز جانبي كتغماز التين؛ لأن جوانبنا أضحت محلاً للغمز والهمز واللمز كالتين تماماً من أعداء ديننا وأيضاً من أبناء جلدتنا الذين يهرولون دون وعي إلى مهاجمة دينهم باسم الحرية الفكرية أو النقد الاجتماعي وهو الذي نراه على الشاشات الفضائية العربية للأسف، وكثيرة هي البرامج التي تحاول تحقير المسلمين وتبيين عيوب البعض ثم تعميمه على الكل، ثم جاء من يشوه سير الصحابة عن جهل وحمق في ذلك لكننا قد نحمل وزر ذلك الجاهل ووزر ما قام به من تشويه لسير الصحابة عبر المسلسلات التي للأسف لا تذاع إلا في الشهر الفضيل وكأنهم يقولون: تلك هي رموزنا التي نعتز بها إنها رموز القتل والشهوة والشبهة معاً. هكذا يستنبط العاقل والعارف جيداً لتاريخ الأمة، وليست المشكلة في الشخصية التي يتحدثون عنها لكن المشكلة في من يعد الحوار والمسلسل عن تلك الشخصية وهو يرجع إلى مراجع شعوبية صرفة وإلا هل يعقل أن يقوم شخص لا يعرف من الإسلام إلا أنه من أهله فقط بإعداد مسلسل يشاهده الملايين من المسلمين وغيرهم ممن يتصيدون الأخطاء ثم يبث المسلسل على الملأ بشكل مشوه وغير صحيح أبدا وكأنه يعين الحاقدين على الإسلام في تحقيق أغراضهم أو كأنه يقول بكل بجاحة وقلة حياء: هذا هو الإسلام كما نراه نحن أهله ونحن أعرف به منكم فاغتنموا الفرصة وخذوا منا نحن أهله الخبر اليقين واعرفوا رأينا فيه. لا أدري ماذا نسمي هذه الحقبة الحرجة التي نمر بها ونحن لا نستطيع أن نواجه بالعقل والفكر النير أولئك الحاقدين؛ لأن ألمنا يأتي من بطوننا ومن دواخلنا وهو الألم الأقوى والأكثر وجعاً وسقماً فالمرض الداخلي يحتار الطبيب في تشخيصه أما ما يأتي من خارج دائرة الإسلام فهو مما تعودنا عليه على مر العصور ولم يضرنا أبداً ولم يكن له تأثير أبداً لأن الحق أبلج والنور أقوى من الظلمة ذاتها. والإسلام الذي ندين به دين عالمي له مصارعون وهو دين حق وقوة وثبات ودين منطق وعقل وحجة ظاهرة وعليه فلن يؤثر فيه الحاقدون من خارج دائرته؛ لأن الشد والجذب من ديدن الحياة والبقاء للأصلح لكنْ الخارجون من دائرته والمنشدهون بالبهرج الذي يرونه نوراً هم الذين يمثلون الخطر على الدين وأهله لأنهم يستفزون الإسلام برجلهم وخيلهم الخشبية التي نرجو أن تتعثر وتسقط بهم ولأنهم بيننا ومنا وفينا وهنا أشد الألم فهل يعي أولئك المرجفون أن ما يمارسونه عبر القنوات الفضائية تحت اسم حرية الفكر والرأي هو هدم لدينهم قبل أن يهدموا الأمة كلها؟ ليتهم يفكرون قليلاً قبل وخط المشيب لعوارضهم والندم أمام حسابهم عند ربهم. والغريب أن كل من هاجم الإسلام من أبنائه يندم عندما يحس بتقدمه في السن فتجده نادماً على ما قام به من دور مشوه ويطلب من الله المغفرة لأنه يحس بذنبه وهو وحيد دون إضاءة أو مخرجين، لكن ما قام به سابقاً يبقى نقطة سوداء في تاريخه هو ويبقى مشجباً يعلق عليه الكارهون غسيلهم مشيرين إلى المصدر الذي تاب بعد مراهقته والله المستعان.
فاكس 2372911
|
|
|
| |
|