| |
يارا كل عام وأنتم بخير عبدالله بن بخيت
|
|
لأن الحديث عن العيد وعن عاصمة بلادنا عليّ أولاً أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريك بمناسبة عيد الفطر السعيد إلى ملك الملوك والقلوب خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله ورعاه، وإلى الأمير المظفر دائماً سلمان بن عبد العزيز الذي جعل الرياض مدينة الأزمنة السعودية كلها. الذي جعل أهلها وسكانها يعيشون فيها الأصالة وينعمون فيها بكل أسباب الحداثة. وأهنئ كل أبناء الرياض وأخص منهم الأمير عبد العزيز بن عياف آل مقرن صاحب المبادرات الجريئة والذكية والمخلصة. منذ أن تولى منصبه هذا وهو في جهاد لا يكل ولا يلين مع قوى التعطيل وحراس الكآبة. قالت لي سيدة أجنبية قبل مغادرتها المملكة نهائياً: لو سمحوا للمرأة بالعيش كما يعيش الإنسان لما تركت هذه المدينة الكريمة والجميلة، فالرياض كما تقول مدينة عصرية تتميز بالحداثة والدفء في الوقت نفسه. حالة نادرة لا تتوفر كثيراً في المدن الحديثة. لا تسمع فيها ضجيج الأسمنت ولا صخب الأبنية العالية. تصمم مشاريعها على حاجات البشر الذين يعيشون فيها لا الذين يتاجرون معها أو يتفسحون فيها. دافئة على أهلها عصية على العابرين. كل عام أقرأ نشرة الرياض التي تفصل فيها فعاليات العيد كما لو أني أقرأ الكتب التي تغير التاريخ. فالجدول الذي تنشره الأمانة عن فعاليات العيد هو مؤشر على حركة التاريخ الاجتماعي في هذه المدينة. ربما يصبح من أهم المراجع التي تؤرخ لحركة المرأة والعائلة في المدن السعودية. تقرأ فيه الرغبة والممانعة والتحايل والمناورة والحداثة والتراجع والشجاعة وكل الأفعال التي تشكل قوام الصراع بين التقدم والثبات. فالذي يصيغه لا يهدف فقط إلى إخبار الناس بالفعاليات وأنواعها ولكنه يؤلف كتاباً شاهداً على حركة التاريخ. هذا الجدول ليس نشرة إخبارية وإنما نشرة ثقافية تنطوي على كثير من الطروحات التي تتصارع مع الآراء المختلفة والمتناقضة في بعض الأحيان. فكلمة (سيرك) على سبيل المثال كلمة عادية توافق عليها البشر في بلاد العالم كافة. لها دلالة واحدة في القواميس لا تتعدى قولنا: مجموعة من البشر يقومون ببعض الألعاب لتسلية الناس والترويح عنهم ولكنها في نشرة عيد الرياض لها دلالات كثيرة آخرها وأقلها أهمية التسلية والترويح. فالذي يقرأ كلمة سيرك في نشرة الرياض لا يتبادر إلى ذهنه اللاعبون وأنواع الألعاب وإنما يطرأ على باله أسئلة اجتماعية ثقافية حضارية دينية، كل شيء إلا ما اخترع له هذا النوع من التسلية، هل يحق للمرأة أن تتمتع بهذا النوع من الاستعراض؟ هل سيسمح للعروض الموسيقية والموسيقى التصويرية بمصاحبة عروض هذا السيرك؟ كيف يلبس العارضون؟ وهل ستداهم الهيئة بعض العروض وتعطلها؟ من هم أعضاء الهيئة الشرعية التي أجازت الألعاب؟ أسئلة بعيدة جداً عن العرض نفسه، عشرات الأسئلة سيطرحها المرء إذا اطلع على نشرة عيد الرياض لا يمكن أن يطرح أي منها نفس الشخص لو قرأ نفس النشرة في القاهرة أو في لندن أو صنعاء أو حتى كراتشي، متى نبعد حياة الناس اليومية وسعادتهم عن صخب التجادل الثقافي العقيم؟ سؤال تكمن إجابته في قرار حازم من أولي الحزم والعزم. اعتذار: أقدم اعتذاري للزميل الدكتور عبد العزيز السماري الذي ورد اسمه بالخطأ في إحدى مقالاتي السابقة وأشكر الأستاذ حمود الزيادي العتيبي رئيس مجلة التخصصي على تنبيهي لذلك الخطأ.
فاكس: 4702164
yara4u2@hotmail.com |
|
|
| |
|