| |
أضواء فضائح الجزيرة القطرية جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
بعد المملكة العربية السعودية والأردن، ها هي تونس تسحب سفيرها من الدوحة ليكون السفير العربي الثالث الذي يغادر (قطر) احتجاجاً على الأفعال السياسية والإعلامية القطرية. الغضب التونسي المبرر جاء بعد رصد التونسيين لحملات إعلامية انطلقت من محطة الجزيرة القطرية التي بدأتها ببث برنامج انتقد فيه المشاركون الإجراءات التونسية ضد ارتداء الحجاب، وبعد يومين من بث البرنامج الذي اعتبر غير متوازن لتبنيه وجهة نظر واحدة دون إتاحة الفرصة لوجهة النظر الأخرى أو سماع الرأي الآخر كما تزعم القناة من خلال (برمجة) وتوجيه الأسئلة وانتقاد المتصلين. بعد هذا البرنامج وفي توقيت مريب استضافت القناة المعارض التونسي المنصف المرزوقي الذي استغل القناة لتوجيه نداء تحريضي للشعب التونسي، داعياً إياه إلى العصيان المدني، وهذا ما (قصم ظهر البعير).. فالتعبير عن الرأي بشيء والتحريض بشيء آخر، فالعصيان والدعوة لاندلاع أعمال الشغب وإثارة الفتنة لا يمكن أن تقبل به أية وسيلة إعلامية، إلا إذا كانت تنفذ أجندة لقوى معادية لتونس، وللدول العربية التي استهدفت من محطة الجزيرة القطرية ومعدي برامجها ومقدميها.. إذ يحرص مقدمو ومعدو هذه البرامج على دعوة وإحضار ليس المعارضين لحكومات تلك الدول فحسب، بل تختار نوعية مشبوهة لارتباطها مع أجهزة المخابرات التي تستضيفها في بلدانها وتزودهم بجوازات سفر، في حين تتدفق عليهم (المكافآت المالية) التي تدفعها قناة الجزيرة مقابل الظهور في برامجها لشتم الحكومات العربية التي تختلف حكومة قطر معها. من وضعوا في الواجهة من الإذاعيين ومنهم من لهم تجربة قصيرة كالمدعو وضاح خنفر الذي كان مراسلاً لقناة الجزيرة في جنوب إفريقيا والمستشارين الآخرين من مقدمي البرامج الذين تربوا في الأوعية الإعلامية البريطانية المشبوهة والمتهمة بخدمة المخابرات الأجنبية، يبررون أفعالهم بأنهم يؤدون عملاً إعلاميّاً مهنيّاً، وأن إدارة القناة والحكومة القطرية تحرصان باستمرار على ضرورة التفريق بين مواقف قطر الرسمية وبين ما يتم بثه في قناة الجزيرة..!! هذا القول يسخر منه المتخصصون في شؤون الإعلام والذين يعرفون كيف يتم (تطويع) الخبر والمعلومة في المطبخ الإعلامي لخدمة الأهداف السياسية للذي يمول القناة وكيف يتم توظيف الأشخاص الذين يكونون دائماً جاهزين سواء لتطابق أهدافهم مع ما يراد منهم قوله، أو بحاضريتهم كمحترفين لتأييد دور النفاق السياسي، والذين أصبح المشاهد العربي يعرفهم تماماً من كثرة ظهورهم على قناة الجزيرة.. وقد فضح الكثير منهم بعد الكشف عن المبالغ التي تلقوها من مخابرات نظام سابق، والهدايا التي كانوا يحصلون عليها من سفارة ذلك النظام. ويرد خبراء الإعلام على زعم حيادية قناة الجزيرة، بأن هذا الحياد المزعوم يتبخر في القضايا التي تمس قطر، في حين تضخم وتشهر بالدول التي تقوم بأقل ما تقوم به قطر كمشاركة وزيرة خارجية إسرائيل بعد أيام في مؤتمر.. في حين تعرضت تونس لهجوم شديد قبل عام لاستضافتها القمة العالمية حول مجتمع المعلومات، كأحد المؤتمرات الأممية التي عقدت تحت إشراف الأمم المتحدة والتي وجهت الدعوة للمشاركة فيها لإسرائيل يومها اعتبرت تونس مذنبة حسب ما تضمنته برامج الجزيرة القطرية التي نراها صامتة الآن ووزيرة خارجية إسرائيل ستقيم في فندق غير بعيد عن مقر الجزيرة المناضلة.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|