جيش إسرائيل يحاول إحباط جهود حماس لتشكيل القوة التنفيذية في الضفة الغربية
ضابط إسرائيلي كبير: حماس حركة (براجماتية) تسعى إلى إقامة توازن رادع مقابل مسلحي حركة فتح في الضفة

* القدس - بيت لحم - غزة - الجزيرة:
قال أحد كبار ضباط الجيش الإسرائيلي لصحيفة هآرتس العبرية: إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حركة براجماتية وهي لا تسعى للسيطرة على الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية وإنما لإقامة توازن رادع وفاعل مقابل مسلحي حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
وأضاف الضابط الإسرائيلي الكبير قائلاً: (لقد اعتقلنا عددا من نشطاء حركة حماس الذين جرى ضمهم للأجهزة الأمنية الفلسطينية، وأوضحنا لقادة الأجهزة الأمنية التابع أغلبهم لحركة فتح أن أي عنصر من حركة حماس ينضم لأجهزتهم لن يتمتع بأية حصانة لا في داخل مكتبه ولا في منزله..!!).
في غضون ذلك، نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مصادر عسكرية فلسطينية ومحللين أن حركة حماس تعمل بحذر شديد وأنها ستكتفي بتجنيد سري لبعض عناصرها بهدف حماية بعض الشخصيات والوزراء والمؤسسات التابعة لها التي تتعرض لهجمات من قبل عناصر فتح بين الفينة والأخرى، كما حدث مع نائب رئيس الوزراء الفلسطيني (الحماسي) د. ناصر الدين الشاعر، مستبعدة اندلاع مواجهة مفتوحة في الضفة الغربية إلا إذا بادرت لها حركة فتح.
وادعت الصحيفة العبرية أن حركة حماس شرعت بحملة واسعة ومكثفة لشراء الأسلحة بهدف تسليح مقاتليها؛ الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أثمان البنادق خاصة من طراز كلاشينكوف، إضافة إلى محاولات التنظيم تهريب بنادق عن طريق الأردن ومصر مرورا بوادي عربه وصحراء الضفة الغربية فضلا عن توجه الحركة للعديد من مسلحي فتح ومنتسبي الأجهزة الأمنية في محاولة لإقناعهم بالعمل لصالحها.
وأضافت هآرتس العبرية أن حماس نجحت في تجنيد مئات المسلحين خاصة في مدينة الخليل وقلقيلية التي شهدت ظهور مجموعات من المسلحين خلال تظاهرة جرت مؤخراً.
وتوقعت صحيفة هآرتس العبرية اشتداد المواجهة بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي الذي يحاول عرقلة نشر القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية في الضفة الغربية، مدعية أن حماس تحاول تجنيد نشطائها للانضمام للقوة المزمع نشرها على غرار غزة.
وأضافت الصحيفة العبرية أن القوة التنفيذية المسلحة جيداً والمنضبطة شكلت نقطة تفوق لصالح حماس مقابل حركة فتح ومكنت الحركة من الفوز في معظم المواجهات التي اندلعت في شوارع غزة مع مسلحي فتح، علما بأن أفرادها البالغ عددهم 5000 مقاتل يتبعون فعلياً لشقيق وزير الخارجية الفلسطيني د. محمد الزهار رغم تسجيلهم رسمياً على كشوف الرواتب التابعة للسلطة الفلسطينية، وتتلخص مهمتهم إضافة إلى فرض سيادة القانون في فرض الرعب والخوف على منافسي الحركة من أتباع فتح.
وأشارت هآرتس العبرية إلى الصعوبات التي تواجهها حماس في فرض سلطتها على أراضي الضفة الغربية نتيجة إقدام مسلحي كتائب الأقصى على التعرض لمسؤوليها والمؤسسات التابعة لها، مستغلين الفراغ الناجم عن عمليات الجيش والشاباك الإسرائيليين التي ألحقت أضراراً جسيمة في بنية حماس العسكرية.
ورأت الصحيفة العبرية أن حركة حماس تدرك الفجوة القائمة بينها وبين مسلحي فتح ولا يخالجها أية أوهام بخصوص قدرتها على فرض سيطرتها على شارع في الضفة الغربية؛ لذلك فهي تسعى إلى تجنيد عناصرها ضمن قوة منظمة ومدربة جيداً تشكل رادعاً مهماً تدعى القوة التنفيذية.
وقالت الصحيفة العبرية: إن موقف إسرائيل من الصراع الداخلي الفلسطيني بين (نشطاء حركتي فتح وحماس) لا زال يتلخص بعدم التدخل وأنه تم أكثر من مرة على المستوى السياسي بحث إمكانية تقديم دعم غير مباشر لحركة فتح إلا أن إسرائيل تفضل أن يلعب (الشبان الفلسطينيون) أمام ناظريها حسب وصف الصحيفة، إلا أن محاولات حماس التغلغل داخل الأجهزة الأمنية الفلسطينية من شأنه أن يغير الموقف الإسرائيلي من هذه القضية؛ إذ قال احد كبار ضباط هيئة الأركان (سنعمل ضدهم كما نعمل ضد أي تنظيم إرهابي).
ونقلت هآرتس العبرية عن (حسين الشيخ) أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية قوله: يوجد لحركة فتح أفضلية وتفوق واضح في الضفة الغربية؛ لذلك سنعمل على عدم نجاح حركة حماس في تحقيق مخططاتها بالضفة.