الأربعاء 28 رمضان 1393هـ الموافق 24 أكتوبر 1971م العدد 739
كلمة الجزيرة
الموقف الذي لم يتغير..
خالد المالك

موقف المملكة من النزاع القائم بين العرب وإسرائيل موقف ثابت لم يسبق أن تعرض لأي تغيير، كما أنه من الوضوح بدرجة لا يحتاج إلى أي تفسير، مثلما أنه لا يقبل أي تأويلات جديدة ويرفض أي تحريف..
لقد طالبت المملكة بإصرار - وما زال هذا هو الموقف الثابت القوي لها - بضرورة جلاء القوات الاسرائيلية من جميع الاراضي العربية المحتلة بما فيها القدس وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة..
وإذا كان بيان الديوان الملكي الذي صدر أمس قد جاء ليؤكد ذلك ويعيد إلى أذهان الأمة سياستنا وموقفنا من عدوان اسرائيل والنزاع العربي القائم معها كدولة معتدية وذات اطماع توسعية..
اذا كان البيان قد صدر ليؤكد حقيقة نعرفها جميعاً فإن ذلك تصرف يأتي من دولة قيادية ينتظر العالم كله رأيها بقبول مصر بوقف اطلاق النار وموقفها من هذه الخطوة التي أعلنتا إحدى دول المواجهة مع اسرائيل..
وحسنا أن يعلن بيان الديوان الملكي أن المملكة ستبقي قواتها المسلحة المتواجدة على الجبهة السورية تحت إمرة القيادة السورية مع التزامنا بالقرارات التي اتخذتها حكومة الفيصل والتي ستتخذها مستقبلا لدعم القضية العربية..
لأن المملكة وهي تعلن عن هذا الموقف الشجاع إنما تعطي للعالم بأسره حقيقة مهمة جداً وهي أن قضيتنا والنزاع العربي الاسرائيلي لا يمكن أن تحل بأي صورة من الصور بدون جلاء القوات الإسرائيلية من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس، مع ضمان حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة..
وإلا فإن أي تسوية أو محاولة لإيجاد سلام بالمنطقة لن تكون إلا إسهاماً في استمرار القتال خصوصا أن إسرائيل لها من الأطماع التوسعية ما نعرف أنه يتعدى حتى ما احتلته من أراض عربية في حرب الخامس من يوليو عام 67.