| |
رسائل العيد علي الخزيم
|
|
قبيل العيد وخلاله وصلني هذا التنبيه على شاشة الهاتف المحمول عدة مرات يقول: الذاكرة ممتلئة أو على وشك أو بهذا المعنى ثم أعمل على تفريغ ما يمكن تفريغه من الرسائل التي تردني متواصلة لا تنقطع وعملية التفريغ أتاحت لي التمعن في عشرات الرسائل فمع عظيم تقديري وإعزازي وشكري لكل من تواصل معي عبر هذه الأيام المباركة.. إلا أن ملاحظات عابرة قد يمكن تدوينها حول الرسائل لا حول مرسليها فنتيجة لرغبة الجميع في التجديد والابتكار وابتداع أشكال وأنماط من الرسائل غير مسبوقة، ولاختلاف الملكات والقدرات والتذوق عند جميع البشر فمن الطبيعي أن تظهر الفروق ويتبين التمايز سلباً وإيجاباً من منطوق الرسائل وشكل إخراجها وإبداع خطوطها وزخرفتها فظهر كثير منها بشكل لافت يدل على أن لدى كثير من فتياننا وفتياتنا ملكات إبداعية حاسوبية يمكن نقلها إلى الجوال ثم تداولها بإعجاب.. ومن حيث المضمون فإن رسائل البعض جاءت كلحن عذب تريد أن تقرأ معانيه عدة مرات لحسن لفظه ومدلوله، ورسائل إبداعية في الإيجاز ومثلها في التلميح المليح، وجملة من الرسائل تنحو نحو النصح والإرشاد، غير أن فئة من المرسلين قد اجتهدوا في كتابة خطب تصلح للجمعة أو لندوة موجزة ورسائل لم تخرج عن التهويل والوعيد لمن لم يستثمر الوقت لمزيد من العبادة والتبتل فيها آخر الشهر فخرجت بذلك عن المسار المفترض وكان يفترض على مرسلها أن يحسن الظن بالمرسل إليه، أو على الأقل يتذكر أدب الرسائل والتخاطب، لا أن يجعل نفسه وصياً آمراً ناهياً، فإن كان لا بد فاعلا فبالحسنى، ولا أحسب أنه قد خاطب إلا أهل الفطرة وقد يفوقونه تقى وصلاحاً.
|
|
|
| |
|