نقطة أولى:
هل كان أبو الطيب المتنبي أول من فتح لهموم الشعراء الباب على مصراعيه حين قال:
بما مضى أم لعهد فيك تجديد |
أما الأحبة فالبيداء دونهمو |
ومنذ ذلك اليوم أو ربما قبله والشعراء في صراع مع مناسبة سعيدة كهذه والشواهد لا تعد ولا تحصى، وقد كنت في حالة بحث مركز عن قصائد فرحة تليق بالعيد وصدمت بهذا الكم الهائل من القصائد التي تتدفق ألماً ولوعة وحرقة وجوى، أيعقل أن الشعراء تفيض نفوسهم بكل هذا الوجع أم أن المسألة تركة حزن تراكمية يسلمها شعراء كل جيل إلى الجيل الذي يليه.
وإن كان الأمر هكذا فعلاً فإننا نوجه للمنظمات الإنسانية ألا تغفل من برامجها الالتفات بعين الرعاية والعطف إلى هؤلاء التعساء الذين يرقصون طرباً كلما صفق أحد لمصيبتهم، وتمنع طرب المجتمع لأوجاعهم وآلامهم ومصائبهم دون أن تطرف له عين أنهم المذبوحون من الوريد إلى الوريد تحت طائلة الإبداع.
نقطة ثانية:
في حديث تلفزيوني شيق وتلقائي مع الإنسان الشاعر بدر بن عبد المحسن كان الحوارعن طفولته في منطقة الفوطة لينزلق الحديث الإنساني من قلب الشاعر الإنسان ليشرح كيف يعاني أمير وحفيد ملك من عدم القدرة على البكاء وإظهار الألم مع أنه حق إنساني متاح لكل الناس الا هو فقط، وقد تحقق له ما أراد عندما أصبح الشاعر الذي صفق لدموعه وشكواه، وقد تجاوز الخمسين حتى من كان يستكثر عليه دمعة طفل بريئة حين سلبت (عيديته).
نقطة ثالثة:
ليتني كانت غيري يوم حظي لقاك |
والمح الوجد بعيونه دموع (اتحكيك) |
او لو اني سلمت ولا لقيتك هناك |
أو قدرت أمنع الوجدان لا يحتويك |
او مليت النظر يومه بهرني بهاك |
او منعت الخفوق اللي ركض يقتفيك |
انت ما تدري اني من شرقت بحلاك |
ما قدرت أسمع الا كل شي (ايعنيك) |
ali666m@hotmail.com |