| |
سعد بن خالد تركي حمدان بن طراد الزيادي
|
|
شاءت قدرة الله أن يختار إلى جواره في أيام شهر الرحمة والمغفرة أميراً فاضلاً كريماً اتصف بطيب الخُلق وقوة الإيمان. أميراً في قول الحق وإحقاقه، خدم دينه ووطنه فاكتسب احترام وتقدير ولاة الأمر، ففي يوم الثلاثاء 18 من شهر رمضان المبارك 1427هـ نعى لي الناعي وفاة سمو الأمير سعد بن خالد بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله. وهنا فقد نزل عليّ خبر وفاته كنزول الصاعقة، على الرغم من أن الموت حق والحياة زائلة، ورجعت بشريط الذكريات إلى سنوات مضت، حيث تشرّفت في بداية حياتي بمعرفة سموه الكريم الذي اتصف بحسن الخُلق ولين الجانب وحلو المعشر وجم التواضع. ارتبط سموه ببيوت الله وأداء الصلاة فيها وفي وقتها كما ارتبط بإعمارها. عرفه الجميع بمختلف فئاتهم وأعمارهم، البعيد منهم قبل القريب، والقاصي قبل الداني بذكره الطيب. منحه الله حب الناس صغيرهم وكبيرهم، حاضرتهم وباديتهم. وكان أبو خالد سحابة عطاء وجود، وقاضي حوائج من قصده، ولا يكاد يخلو مجلسه من العلماء والمشايخ وكبار السن. لم يقتصر فقده على أهله وأبنائه (خالد - محمد - سلطان - بندر- وعبدالعزيز) بل فقده الجميع، فقده من جالسه وتعلّم منه مكارم الأخلاق والحكمة وفعل الخير ومعاودة صلة الرحم. فقدته مجالس الرجال المعطرة برائحة العود والسمر والهيل. فقدته الصحراء التي اشتاقت لهامته والصقور التي حنّت إلى (مقناصه). رحمك الله يا أبا خالد. فرحيلك عنّا كان فاجعة أدمت القلوب قبل أن تدمع العيون. فبكتك جموع أتت من مدن المملكة ومحافظاتها. وبكاك المرضى الذين كنت لهم بعد الله البلسم الشافي. وبكتك الأرامل واليتامى والفقراء، لِمَ لا، وقد كنت لهم الأب الحنون واليد الكريمة السخية التي تعطي دوماً ودون منٍّ. وفي هذا الشهر الكريم لا نملك يا أبا خالد يا أمير القلوب إلا الدعاء لك بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنك الله في فسيح جناته مع الأنبياء والصالحين والشهداء وأن يجمعك بأحبابك في الفردوس الأعلى من الجنة، وأن تكون ممن خصّهم الله بقوله تعالى {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ.ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً.فَادْخُلِي فِي عِبَادِي.وَادْخُلِي جَنَّتِي}. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
|
|
|
| |
|