| |
قدم شكره إلى حكومة المملكة لما بذلته من جهد في الإعداد والتهيئة لهذا اللقاء المبارك بمكة المكرمة أغلو: لجنة متابعة ستشكلها الأمانة العامة بالاتصال مع الأطراف لتعمل على متابعة وثيقة مكة
|
|
* مكة المكرمة - عبيد الله الحازمي- عمار الجبيري - فهد العويضي - واس: أوضح معالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أغلو أن التوقيع على وثيقة مكة المكرمة الخاصة بالشأن العراقي تأتي لحقن دماء المسلمين في العراق، مشيراً إلى أن التوقيع تم من قبل المراجع الدينية في العراق والمفوضة بهذا التوقيع. وأكد معاليه في كلمة ألقاها في بداية المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأول عقب التوقيع على الوثيقة بمشاركة كل من رئيس ديوان الوقف السنّي أحمد عبدالغفور السامرائي وعضو مجلس النواب محمد محمد الحيدري: إن ما تم هو نتيجة لتوفيق الله سبحانه وتعالى، ثم الجهود الحثيثة التي بذلتها المنظمة منذ فترة ليست بالقصيرة، مبيناً أنه كانت هناك اتصالات مع الساسة العراقيين قام بها وفد من المنظمة واتصالات مع دول جوار العراق التي شاركت منظمة المؤتمر الإسلامي في العديد من اجتماعاتها، حيث كان هناك تقبل كبير وترحيب بالأفكار التي طرحتها المنظمة بالقيام بمبادرة لحقن دماء المسلمين في العراق سواء من لدن الساسة أو المرجعيات الدينية في العراق. وأفاد الدكتور أغلو أنه على إثر ردود الفعل الإيجابية قررت المنظمة القيام بالاستعدادات العملية لإنجاز هذه المبادرة التي كانت نتيجتها توقيع ممثلي سنّة العراق وشيعته وثيقة هذا اليوم والتي ترمي إلى وقف تيار الفتنة وتحريم سفك دماء المسلمين وغير ذلك. وأكد أن المرجعيات الدينية السنية والشيعية في العراق ستقوم بعد هذا التوقيع بمباركة لهذه الوثيقة، كما أن هناك مرجعيات كثيرة على مستوى العديد من العالم الإسلامي ستقوم كذلك بمباركة هذه الوثيقة والعمل على ترويج محتواها ومضمونها وإدانة الجرائم المشار إليها ومرتكبيها. وقال: (إن موضوع تنفيذ محتوى هذه الوثيقة وتوافر الإرادة السياسية لذلك عامل حاسم في نجاح هذه المبادرة.. ونحمد الله أننا تخطينا مرحلة القبول والتوافق والتوقيع.. وتكون لنا انطباع عام بأن الجميع ملتزم بالقيام بدوره في عملية التنفيذ.. ونأمل كذلك أن يتم تحسن تدريجي ملموس على الساحة الأمنية في العراق فيما يتعلق بعمليات الاقتتال والثأر المذهبي). وأضاف قائلاً: (ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه بجزيل الشكر وأوفاه إلى المملكة العربية السعودية لما أسدته لنا من عون ومساعدة كبيرين في الإعداد لهذا اللقاء المبارك وحسن الاستعداد له والتنظيم وأتوجه بالشكر كذلك إلى العلماء الذين ساهموا في هذا العمل التاريخي الذي سيعود بالخير على الجميع.. وانتهز هذه الفرصة لمناشدة رجال الإعلام الترويج لهذه المبادرة ومضامينها حتى يطلع المسلمون في العراق وغيره بل ويطلع العالم بأسره على حقيقة موقف الدين الإسلامي من عمليات سفك الدماء البرية). عقب ذلك أجاب السيد محمد محمد الحيدري على سؤال عن مدى ثقة الأطراف العراقية في تنفيذ هذه الوثيقة وجعلها واقعاً وهل تملك هذه الأطراف فعالية لتطبيقها؟ قائلاً: (إن هذه الوثيقة وثيقة مهمة جاءت في وقت مبارك ومكان مبارك وقد بوركت من كبار علماء المسلمين وأيدوا مضمونها بشكل واضح وصريح لا لبس فيه.. ومن الواضح أن علماء المسلمين في العراق وخارجه لهم ثقل كبير على الساحة وبالتالي نعتقد أن لتأييدهم بهذا الشكل له الأثر.. لكن في نفس الوقت نعتقد أن الجهات المعادية سوف تسعى في تصعيد الوضع الطائفي أو الصراع في داخل العراق لإفشال هذه المبادرة).. معرباً عن أمله في الشعب العراقي بأن يلتزموا بها إن شاء الله. من جهته قال الشيخ أحمد عبدالغفور السامرائي: (ثقتنا أولا بالله رب العالمين ثم بالشعب العراقي.. ونوجه هذا النداء للشعب العراقي في هذه الليلة المباركة أن يكون العراقيون بأخوتهم ومودتهم ومحبتهم أن يقطعوا الطريق والفرصة على من أراد أن يفسد هذه الوثيقة). وحول الآلية التي ستستخدم لتنفيذ الوثيقة أكد أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أن هذه الوثيقة قبل كل شيء هي وثيقة دينية وهي تبين حدود الله وتبين الحق من الباطل، مشيراً إلى أن انتشار هذه الرسالة والعمل بها يتم عن طريق نشرها وترويجها وتأكيدها من المراجع الدينية. وفي سؤال حول قدرة الأطراف المشاركة في هذه الوثيقة في تفعيل آلية التنفيذ أجاب الدكتور أغلو قائلاً: (ليس لدى المنظمة أو أي جهة أخرى قوة على ضمائر الناس.. القوة هنا قوة دينية ومعنوية.. لكن هناك شيء آخر إذا صحت العزائم واقترنت هذه الوثيقة بإرادة سياسية داخل العراق وخارجه وهذا ما نتوقعه وما نعرفه اعتقد أن هذا سيساعد في حل مشكلة أو عنصر من عناصر المشكلة في العراق لأنها متعددة الجوانب والأسباب). ومن جانبه أجاب الشيخ الحيدري على نفس السؤال قائلاً: (بما أن مراجع كبار العلماء أيدوا هذه الوثيقة فمن الواضح أنهم سوف يتعاونون ويعملون على إنجاح هذه الوثيقة ولا شك أنه سيكون هناك حوار وتحرك.. وعلى بقية العلماء أن يوقعوا على هذه الوثيقة ويصدروا بيانات لها.. ويجب كذلك أن تشاع في أوساط الشعب العراقي لتبين حرم إراقة الدماء المسلمة).. مؤكداً أن ذلك سيكون له الأثر الكبير في عزل العصابات التي تقوم بالقتل على أساس الهوية والقتل العشوائي وأنهم سوف يعزلون بالتدريج وعن القراءة السياسة للوثيقة. أكد معالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أغلو أن هناك تأييداً سياسياً لهذه الوثيقة مع أنه لم يتم دعوة أي من الساسة لحضور هذا الاجتماع، مبيناً أنه كان هناك اتصال مع رئيس الوزراء العراقي الذي أكد تأييده ودعمه للوثيقة وكذلك بعض الوزراء العراقيين والساسة العراقيين يؤيدون هذه الوثيقة، مشيراً إلى أن هذه بداية خير ونزع لفتيل المشكلة الدينية والفتنة الطائفية. ونفى معاليه ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول إدخال بعض التعديلات على بنود الوثيقة، مؤكداً أن ما تم التوقيع عليه هو كما كتب من اللجنة التحضيرية. وفي سؤال عن إمكانية إيجاد لجنة لمتابعة تنفيذ الوثيقة أجاب الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو قائلاً: (ستكون هناك لجنة متابعة تشكلها الأمانة العامة بالاتصال مع الأطراف لتعمل على متابعة الوثيقة وسنشرع فوراً في تشكيل هذه اللجنة).. مشيراً إلى أن هذه الوثيقة هي لجمع كلمة المسلمين في العراق ونزع فتيل النزاع الطائفي وهي تعنى بالجانب الديني أساساً وفي نهاية الأمر تصب في المصالحة الوطنية. ورداً على سؤال حول وجود صعوبات في تقريب وجهات النظر بين السنّة والشيعة أوضح الدكتور أكمل الدين أوغلو أنه لم تكن هناك أي صعوبات وإنما كان هناك بعض المشاكل في ترتيب وتحقيق اللقاء الأول وكانت مشاكل طبيعية مبيناً أنه ومنذ عقد الاجتماع الأول تم الاتفاق على النص وكانت الأمور واضحة وبدئ التفاهم والتعاون من جميع المراجع والوثيقة تبقى شاهداً على ذلك. من جانبه أكد الشيخ السامرائي أن هذا الاجتماع لم يحظ من قبله أي اجتماع بالاتفاق حيث تعاضدت واجتمعت عليه كلمة جميع المرجعيات والعلماء والمشايخ، مشيراً إلى أن الجميع بارك لهذا الاجتماع وتوقيع هذه الوثيقة مبيناً أنه سيصدر كتاب يتضمن جميع المرجعيات والعلماء الذين باركوا وأيدوا هذه الوثيقة. وعبّر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في ختام المؤتمر عن شكره وتقديره لحكومة المملكة العربية السعودية على تسهيل هذا اللقاء وكرم الضيافة كما شكر وزارة الثقافة والإعلام على تهيئتها لهذا اللقاء الصحفي.
|
|
|
| |
|