| |
الاثنين 19 رمضان 1393هـ الموافق 15 اكتوبر 1973م العدد (730) القوات العربية السعودية في المعركة
|
|
البيان الذي أصدرته وزارة الدفاع والطيران بتحريك قوات سعودية أخرى إلى ساحة القتال، ووصول هذه القوات - فعلاً- إلى أرض المعركة، هذا البيان إنما هو حلقة أخرى من سلسلة الجهود والمواقف التي اتخذتها المملكة العربية السعودية بقيادة المفدى، منذ اندلاع القتال في العاشر من رمضان وحتى اليوم. والواقع أن هذا البيان لم يكن - بحد ذاته - مفاجأة.. ذلك أن المملكة قد عاشت أحداث الأيام المجيدة التي نعيشها اليوم منذ يومها الأول وعايشتها لحظة بلحظة، واتخذت كافة الإجراءات والاستعدادات لتنفيذ مضمونه في الوقت المناسب، ووفق مقتضيات المعركة. ولقد شهدت عاصمة البلاد سلسلة من اللقاءات والزيارات التي قام بها مسؤولون في بعض البلاد الشقيقة، إسلامية وعربية، كما شهدت عواصم شقيقة متعددة زيارات من مسؤولين سعوديين أوفدهم جلالة الملك فيصل، وكانت حصيلة ذلك كله تنسيقاً تاماً فيما بين أصحاب القضية، لكي يؤدي كل منهم دوره المحدد، حسب الخطط الموضوعة، وقد سبقت تحرك القوات العربية السعودية إلى ساحة الشرف إجراءات واستعدادات كان جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة يأمر بها في حينها.. فلقد وضعت جميع القوات المسلحة في أقصى حالات التأهب منذ اندلاع القتال بين العدو الإسرائيلي والقوات العربية في العاشر من رمضان. كما ألغيت جميع إجازات الضباط والجنود، واستنفرت كافة القوى للتصرف على ضوء تطورات المعركة وبمقتضى ظروفها.. وحسب المعطيات التي يراها جلالة القائد الأعلى بمقتضى ما تشعر به المملكة - وما تمارسها من مسؤوليات تجاه المقدسات الإسلامية السليبة في القدس وفلسطين وباقي الأراضي العربية المحتلة وتجاه شعب فلسطين العربي المسلم وتجاه الأشقاء المقاتلين في سيناء والجولان. وفي الوقت نفسه كانت قواتنا المسلحة المرابطة في خط النار الأول في الجبهة الأردنية تقف على أهبة الاستعداد منذ عام 1967م لخوض المعركة التي طال شوقها إليها. وكانت الأوامر الصريحة المعطاة إليها منذ وصولها إلى خط انذار - قبل ست سنوات - في أن تكون جاهزة دوماً لدحر العدوان الإسرائيلي ولأداء واجب الجهاد في سبيل الله واستعادة كل أرض عربية وكل أرض إسلامية. وما زالت ماثلة في الأذهان أمجاد هذه القوات في صد الاعتداءات الإسرائيلية واحباط خطط العدو الإسرائيلي العدوانية ومنها معركة الأغوار المجيدة التي أثبتت فيها تلك القوات كفاءتها ومقدرتها وحسن تدريبها وقوة تجهيزها. ومنذ وقوع العدوان الإسرائيلي الأخير في العاشر من رمضان كانت الاستعدادات تتخذ لدفع مزيد من القوات المسلحة العربية السعودية إلى ساحة الجهاد وفق تطورات الموقف.. لأن المعركة هي معركتنا مثلما هي معركة كل مسلم وكل عربي، ولأن المسلمين جميعاً - عرباً وغير عرب - هم اليوم جنود في هذه المعركة التي ستكون فاصلة وحاسمة بإذن الله لإعادة الحق إلى نصابه.. وتحرير المقدسات واستعادة شعب فلسطين لحقوقه السليبة منذ ربع قرن ونيف. وبعد.. فالمعركة اليوم كما قال بيان وزارة الدفاع والطيران - هي معركة الدفاع عن الشرف والكرامة وتحرير المقدسات الإسلامية. وها هو اليوم جيش الفيصل قد خاض معركة الشرف والكرامة إلى جانب أشقائه المجاهدين في مرتفعات الجولان لينتصر بإذن الله.. ذلك أن كل جندي في هذا الجيش إنما وضع نصب عينيه دائماً أن يكون على استعداد في كل لحظة وفي كل آن لأن يلبي نداء الواجب ونداء الشرف الإسلامي.. وأن يهب لبذل دمائه الزكية الطاهرة في سبيل المبادئ السامية التي يؤمن بها والتي تعتبر الاستشهاد في سبيل الله مطلباً يعلو على كل مطلب والجهاد في سبيل دينه أمنية تجل على كل الأماني. ولئن دلت مشاركة المملكة العربية السعودية في الجهاد الدائر اليوم على شيء فإنما تدل على التصميم العربي القاطع على النصر والعزم الإسلامي الأكيد على رد المعتدين وكسر شوكتهم وتحرير الأراضي السليبة من دنسهم. فلقد أراد العدو الإسرائيلي هذه المعركة وعليه أن يدفع الآن ثمن عدوانه وأن يعلم أن الانتصارات السهلة التي حققها في الماضي لن تتكرر مرة أخرى.. فنحن اليوم جميعاً جنود في هذه المعركة إلى أن ينتصر الحق، ويهزم الباطل، وتعود الأراضي السليبة إلى أهلها بحول الله وقوته. لقد وعد الله جنده المؤمنين بالنصر.. وإننا لجند الله ..وإننا لمؤمنون.. وإننا -بعون الله - لمنتصرون.
(تعليق الإذاعة السعودية).
|
|
|
| |
|