| |
الاثنين 19 رمضان 1393هـ الموافق 15 اكتوبر 1973م العدد (730) هذه هي الحرب بقلم: غالب حمزة أبوالفرج
|
|
جديرة هذه الحرب التي يدور رحاها اليوم على الأرض العربية. فريدة من نوعها: على الأقل في الوقت الحاضر منذ عام 48 و56 و67. وهذه الجدة تبدو في الاسلوب العربي والتطبيق العربي.. فلقد استطاع القادة العرب أن يخططوا لحرب طويلة الأمد تحرر أراضيهم المغتصبة وتأكل اليابس والأخضر في إسرائيل.. واستطاع المقاتل العربي أن يكون عند حسن ظن قادته والعالم العربي فكشف خديعة العرب: في حرب حزيران عام 67م. وأصبح من حق العالم بأسره أن يتلقى هذه النتيجة بفرح واستبشار.. فالأرض التي تجرى عليها الحرب أرض عربية أخذتها إسرائيل ساعة غفلة وبشكل غادر سافر مهين. وخرجت الصحف تحمل أنباء المعارك التي استطاع المقاتل العربي أن يجعلها هذه المرة وسيلة لاسترداد الكرامة والعزة.. خرجت الصحف تحمل أنباء الإيمان الذي يتغلغل في نفوس كل فرد من أبناء هذه الأمة بأن المصير المشترك يقضي بأن تقتطع جذور الخرافة الكبرى التي طبلت وزمرت لها صحافة العالم التي ترزح جيش إسرائيل بأنه الجيش الذي لا يقهر وعرف الناس أن الجيش الإسرائيلي جيش يقهر ويقهر ويقهر.. لأنه قائم على الظلم على استقطاع أراضي الغير وأن أول ما يقهر الجيوش المعتدية هو الإيمان والإيمان وحده وسيلتنا إلى القوة.. وأدرك العالم أن العرب اليوم ليسوا كالأمس.. فقد بدت في الأفق علائم النصر تبدو وهي في أفضل حالاتها نتيجة هذا الإيمان بالدين والعقيدة. وخرجت جميع الصحف تبرز أخبار المواقع الحربية. وانتصارات العروبة كبداية لطريق يسير فيه المقاتل المسلم إلى أهدافه. فنحن في هذا العالم أمة ذات تاريخ وأمجاد عرفها الناس عنا وتوارثناها حتى إذا ما جاءت حرب حزيران بدأ الناس يشككون في قدرتنا على الصمود.. ونسوا أو تناسوا أن المسلم القوي خير من المسلم الضعيف. نسوا ذلك وتناسوه وعادت الحرب الجديدة تؤكد مرة أخرى أن المسلم القوي خير بلا شك من المسلم الضعيف. وظهرت آثار قوتنا في إيماننا في قدرتنا على بذل الدماء على تصعيد المعركة على الوقوف صفا واحدا أمام الدخيل المستعمر الصهيوني الغاصب. هذه هي الحرب العربية اليوم جديدة كل الجدة.. وجدتها تأتي من أنها قد استلهمت في أسلوبها ودوافعها ومقوماتها اسلوب ودوافع ومقومات الأجداد الذين استطاعوا أن يحققوا النصر في جميع حروبهم الإسلامية الكثيرة المتعددة. وبعد.. فها هي الطليعة المباركة من الجيش العربي السعودي تصل بعد تحركها لأداء الواجب المقدس في المعركة القائمة اليوم على الأرض العربية السورية ليمتزج الدم العربي السعودي المسلم مع الدماء العربية المسلمة دفاعا عن الشرف والكرامة واستردادا للمقدسات الإسلامية التي يسارع اليوم كل مسلم للقيام بواجبه تجاهها. وقد أدرك جلالة الملك فيصل منذ اللحظة الأولى هذه الحقيقة فأمر حفظه الله بأن توضع كافة قواتنا بأقصى درجات الاستعداد إلى جانب القوات السعودية المرابطة في الأردن منذ حرب الخامس من حزيران عام 67 بالإضافة إلى وضع كافة إمكانات المملكة لتكون فداء للدين والكرامة ولاسترجاع الحق المغتصب.
|
|
|
| |
|