| |
استرعى انتباهي د. عبدالله بن ناصر الحمود(*)
|
|
المرأة السعودية.. مرحلة (المأسسة) لست أدري لماذا استرعى انتباهي، هذا الأسبوع، موضوع (المرأة)، فقد كنت آثرت أن لا أكتب عنه كثيراً.. ليس لعدم الحاجة للكتابة عنه.. ولكن، لأنني أتطلع إلى أن تقود المرأة شؤونها الخاصة والعامة.. وأن تكون مبادرة في تقديم رؤاها.. ونقد واقعها.. واقتراح آليات ووسائل تقودها لمزيد من التألق في عطاءاتها المستمرة للمجتمع.. لكنني أجد نفسي مضطراً.. ربما لما لاحظته مما لاحظه غيري من (واقعات) المرأة العربية وليس (واقعها).. أن أطرح بعض الرؤى التي يمكن أن تساهم في تحقيق مستقبل أكثر ازدهاراً لنسائنا في المجتمع السعودي على وجه الخصوص. إن استقراء الواقع الثقافي للمرأة في المجتمع السعودي يشير إلى أن المملكة العربية السعودية قد سعت - منذ عقودها الأولى - لتعزيز دور المرأة في المجتمع، ورعايتها، وصيانتها، وتذليل العقبات أمامها للمشاركة في عملية البناء والتنمية المجتمعية، وفق ثوابت المملكة ومبادئها الراسخة. فإضافة إلى مؤسسات المجتمع التعليمية والوظيفية التي عنيت بشؤون المرأة.. بدرجات متفاوتة خلال الأعوام الماضية.. تضم بعض الجهات خدمات متخصصة في قضايا المرأة. ومن هذه الجهات في مدينة الرياض مثلاً: (1) مكتبة الملك عبدالعزيز، ومن أبرز نشاطاتها النسوية الندوات والمحاضرات. (2) مركز الملك فهد الثقافي ومن أبرز نشاطاته النسوية الندوات والمحاضرات. (3) مركز الأمير سلمان الاجتماعي. ومن أبرز نشاطاته النسوية الندوات، والمحاضرات، والمعارض الفنية والأسواق الخيرية. إضافة إلى بعض الدورات التدريبية التي تتم على فترات متباعدة. (4) جمعية النهضة النسائية الخيرية. ومن أبرز نشاطاتها الندوات، والمحاضرات، والمعارض الفنية والأسواق الخيرية. إضافة إلى بعض الدورات التدريبية. (5) جمعية الوفاء النسائية الخيرية ومن أبرز نشاطاتها الندوات، والمحاضرات، والمعارض الفنية والأسواق الخيرية. إضافة إلى بعض الدورات التدريبية. غير أن الملاحظة المتخصصة تشير إلى أن تلك الخدمات التي تقدم للمرأة السعودية.. مع أهميتها في تحقيق جملة من الأهداف المجتمعية..، تبقى قاصرة عن تقديم خدمة نوعية متطورة ومتسقة مع الواقع الدولي المعاصر للشؤون الثقافية والاجتماعية للمرأة.. سيما في زمن التسارع الكبير المعاصر نحو دعم المؤسسات الثقافية الضخمة، من جانب، ومن جانب آخر.. في ظل تطور وسائل الإعلام والاتصال على المستويين الوطني والدولي، وما صاحب ذلك من تنام كبير لمظاهر الفعل الثقافي الإنساني. وبذلك، فإن الحاجة تبدو كبيرة للتوجه نحو العمل المؤسسي الأكثر تنظيماً، واحترافية، سيما في مجال ثقافة المرأة وشؤونها العامة والخاصة. من هنا.. أعرض عبر هذه السطور مقترح إنشاء (مركز وطني سعودي) أو (هيئة عليا) تعنى بثقافة المرأة في المملكة العربية السعودية، وتسعى لإبراز دورها المحوري في دعم الهوية الوطنية السعودية عبر إتاحة الفرص الأكثر احترافية وتخصصية أمام المرأة السعودية لمساهمتها في بناء الثقافة المجتمعية، ودعم الأعمال التنموية الشاملة، وتعزيز الانتماء والولاء للوطن، والمساهمة الفاعلة - ثقافياً - على المستوى العالمي، في ظل تعاليم دينها الحنيف. واتساقاً مع الثوابت والمبادئ التي تقوم عليها المملكة العربية السعودية، يمكن أن يعمل هذا المركز أو تعمل هذه الهيئة العليا وفق المنطلقات التالية: (1) التسليم بأن الهوية الثقافية للمجتمعات المعاصرة بحاجة مستمرة لتعهدها بالتفاعلات المؤسسية الإيجابية. (2) الإقرار بأن للمرأة دوراً أساساً في تشكيل الهوية الثقافية للأفراد والمجتمعات. (3) الإيمان العميق بضرورة دعم ترسيخ قيمة (الهوية الوطنية) لدى أفراد المجتمع، وتسخير كافة الإمكانيات لخدمتها. (4) التكامل مع المراكز والهيئات الثقافية الأخرى ذات العلاقة، في المملكة العربية السعودية وخارجها.. ومن المتوقع أن تحقق هذه الخطوة جملة من الأهداف لصالح المرأة، من أهمها: (1) دعم دور المرأة السعودية في بناء الهوية الثقافية الوطنية. (2) التعرف المستمر على الاحتياطات الثقافية للمرأة السعودية، وتصنيف تلك الاحتياجات، والعمل على تلبيتها. (3) خدمة كل من (ثقافة المرأة) و(الدور الثقافي للمرأة) في المجتمع السعودي، وتعزيز مكانتها التربوية. (4) تأهيل وتدريب المرأة السعودية ودعم قدراتها المتخصصة. (5) نشر الدراسات والبحوث المتخصصة في شؤون المرأة. (6) تقديم الخدمات الاستشارية المتخصصة في شؤون المرأة فكرياً، وثقافياً، ووظيفياً، للقطاعين الحكومي والخاص. (7) استحداث ودعم الخدمات المجتمعية النسوية، والتشجيع على الإفادة منها وطنياً.. ويمكن تحقيق هذه الأهداف عبر مجموعة من الوظائف من أهمها: إجراء الدراسات النظرية والتطبيقية المتخصصة في مجالات ثقافة المرأة، واستخلاص نتائجها، وتنظيم المؤتمرات، والندوات، وحلقات النقاش المتخصصة، المعنية بشؤون ثقافة المرأة، ودورها، في المجتمع السعودي. وتقديم الخدمات الاستشارية للجهات الحكومية والخاصة حول القضايا ذات العلاقة بشؤون المرأة ودورها المجتمعي، وإصدار المنتجات الثقافية المتخصصة في شؤون المرأة. وتدريب وتأهيل الكوادر النسوية في المجالات ذات العلاقة بشؤون المرأة، ودورها المجتمعي. وعقد اللقاءات المجتمعية النسوية وتفعيلها ثقافياً بما يخدم دور المرأة في المجتمع ويزيد من فاعليته في عملية التنمية. وإقامة المعارض والمهرجانات الثقافية المتخصصة في شؤون الأسرة والمرأة والطفل. وتكوين قواعد معلومات خاصة بشؤون المرأة السعودية، ودورها الثقافي في المجتمع. وتوفير بيانات وظيفية للمؤسسات الحكومية والأهلية الراغبة في شغل الوظائف النسائية، وكذلك للكوادر النسائية التي تبحث عن فرص العمل. وتنظيم وتنفيذ الحملات التوعوية الخاصة بشؤون المرأة السعودية، ودورها الثقافي في المجتمع. وتنظيم برامج ثقافية مشتركة مع المراكز والهيئات المعنية بشؤون المرأة في العالم. وحتى يمكن أن يتحقق هذا الاقتراح أو شيء مثله، فإن على المرأة المبادرة إلى السعي الجاد نحو مأسسة وجودها وكيانها المجتمعي في زمن لم يعد يلقي بالاً للأعمال المبعثرة التي لا تحويها كبريات المؤسسات والهيئات المجتمعية.
(*) نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
alhumoodmail@yahoo.com |
|
|
| |
|