| |
مهرجانات الرياض.. العيد عيدك شخصية الرياض الجديدة.. الإنسان أولاً د. علي بن شويل القرني(*)
|
|
استطاعت أمانة مدينة الرياض أن تبني خلال السنوات الماضية مكانة متصدرة بين المدن العربية في تنظيمها لمهرجانات عيد الفطر المبارك.. ولربما أن أهم المهرجانات التي أصبحت سمة من سمات المدن السعودية هو مهرجان العيد في مدينة الرياض فقد اكتسبت هذه المناسبة سمة مميزة جعلت الكثير من الناس يترقب، ويتابع المزيد من النجاحات المهرجانية التي حققتها العاصمة خلال السنوات الماضية.. ولربما نجحت مدن سعودية أخرى في مناسبات متعددة كالصيف وغيره..إلا أنه أصبح من علامات الاهتمام السياحي والترفيهي في بلادنا والمنطقة الخليجية هو مهرجانات العيد في مدينة الرياض. ومن المهم أن نشير هنا إلى أن هذه القفزة التي حدثت لم تكن لها أي تراكمات طويلة من السنين، بل تم ذلك خلال سنوات معدودة، وتنامى اهتمام الناس بها، وتطورت برامجها عاماً بعد عام، إلى أن وصلت اليوم إلى هذا المستوى المتميز والبارز من مختلف النشاطات التي تم اعدادها.. وقد اطلعت على برنامج مهرجانات العيد في الرياض عبر الصحف والإنترنت، ولاحظت استمرار تميزه وتنوعه، وانتشاره في مختلف مناطق مدينة الرياض. ومع انطلاقة هذا المهرجان في أول أيام العيد ستشهد الرياض حركة واسعة من مهرجانات الفرح والتهاني، وتتوالى إلى الأيام التالية.. ومن الجميل في هذه الفعاليات هو وجود الطفل كملمح بارز من ملامح هذا العيد.. وكما يعلم الجميع أن العيد هو في أساسه عيد لأطفالنا وصغارنا، فمظاهر الفرح والابتهاج لدى الأطفال هي العلامة الحقيقية لوجود عيد نحتفي به جميعا.. وما العيد إلا ما نراه في عيون اطفالنا.. ولهذا فقد زخر هذا المهرجان بالكثير من المسرحيات والبرامج الترفيهية والألعاب والمسابقات وغيرها مما يجعل عيد الرياض عيدين كما يقال.. عيد لنا وعيد لأطفالنا.. ومع الطفل دائما تأتي المرأة مما جعل لها الكثير من البرامج الترفيهية والثقافية التي تزرع فيه العيد والمشاركة بالفرح والحب.. كما للشباب كثير من النشاطات الترفيهية التي تصل إلى مستوى توقعاتهم.. ومع هذا المهرجان تعودنا في مختلف مناطق المملكة وفي خارجها أن نتواصل مع هذا الفرح من خلال تغطيات موسعة عبر وسائل الإعلام السعودية والعربية.. فالجميع يشاهد العرضات الشعبية والتراثية، والجميع يشاهد فرح الأطفال والنساء والناس وهم يعبرون عن هذه المظاهر بالابتسامة والكلمة والإيماءة والحركة والتعابير المختلفة.. وقد رصدت وسائل الإعلام في السنوات الماضية هذه المشاعر والتعابير بشكل متميز، وبتغطيات واسعة صحافيا، وأذاعيا وتلفزيونيا.. ووسائل الإعلام هي التي تضاعف من الفرح، وتوسع من دوائر الابتهاج، وتعمم ملامح النجاح والجديد والحب والتقدير.. ويبقى أن أشير هنا إلى من يقف وراء هذا النجاح.. فالجميع يعرف أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز هو الذي يقف وراء انجازات الرياض ونجاحات المدينة وتطورات المكان.. فهو وراء كل عمل ناجح في هذه المدينة العملاقة، وهو وراء كل قرار تطويري لهذه المدينة، وهو من يبني ويبني ويبني.. وقد تمكن الأمير سلمان من اختيار الأشخاص الذين هم أهل لهذه المسئوليات.. ويأتي الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف نموذجا ناجحا في اختيارات الرجال، فقد عمل من اليوم الأول على إعادة بناء وصياغة شخصية الرياض المدينة والرياض العاصمة.. وبحكم تخصصه في الهندسة والعمران فقد نجح في تطوير البنى المؤسسية والبشرية في أمانة مدينة الرياض، لتواكب التطور الجديد وترسم الشخصية العمرانية للعاصمة الرياض.. ومن هذه الشخصية بناء الوجه الإنساني لمدينة الرياض.. فليس مهمّاً أن تكون لدينا مسطحات أسمنتية ومبان شاهقة وطرق معبدة فحسب دون أن نزرع في هذه المدينة الحياة، ونغرس في ثناياها ملامح الحب والألفة والمشاركة.. وهذه هي الفلسفة التي انطلق منها سمو أمين مدينة الرياض.. وما مظاهر العيد، وجهود صناعة الابتسامة والفرح إلا جانب من هذه الجوانب التي تحاول الرياض الإمارة، والأمانة أن تبنيها في كل مكان ومناسبة..
(*) رئيس الجمعية السعودية للإعلام والاتصال،- أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعود
alkarni@ksu.edu.sa |
|
|
| |
|