| |
اللهم منّ على أهل العراق بالأمن والأمان عبدالإله بن سعود السعدون(*)
|
|
استبشر كل العرب والمسلمين ومعهم إخوانهم أهل العراق بالمبادرة المباركة التي دعت لها الأمانة العامة للمؤتمر الإسلامي لتثبيت العهد بتحريم دم المسلم على المسلم في العراق والعودة المباركة للمحبة والاخاء بدلاً عن التناحر والخصام الطائفي والعرقي الذي أحال عاصمة السلم والسلام بغداد لبحرٍ من الدم البريء واقتتال الاخوة الأشقاء وبالتالي ضياع العراق وشعبه العربي المسلم وتفتيت وحدة ترابه الوطني وتقسيمه لمكونات اجتماعية متعادية ضعيفة بعنصريتها وتكوينها السياسي لتكن لقمة سهلة للأطماع الإقليمية والدولية. بعد سقوط بغداد في التاسع من إبريل 2003م بعد تدنيسها بدبابات وصواريخ الأجنبي وسحق كرامة وحرية الشعب العراقي الأبي بأحذية وأكياس الجيش المستعمر الذي ادعى الإنقاذ وحقوق الإنسان وهو الذي مارس أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي نحو شعب أعزل صدّق بخداعهم وأنهم رسل الحرية وحقوق الإنسان وجاءوا لخير العراق وجعله الدولة المثالية في شرقهم الأوسطي الجديد ومنح هذا الشعب المنكوب بركات الديموقراطية التي ستشع على المنطقة بأسرها وأن دول الجوار العراقي تخشاها وتعرقل تنفيذها وما حصد هذا الشعب الصابر من ديموقراطيتهم المستوردة إلا الضياع والتشرد والفقر واختلاط دم الأخ بأخيه والجار يشرد جاره والخراب للعراق بأسره. وتنازل المواطن العراقي عن كل الأحلام والآمال التي وعدها ممثل القوات الغازية بريمر بالإعمار والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية حتى انهم يطالبون بالعراق القديم بدل الجديد السراب وبالأمن والأمان قبل الماء والغذاء. وأخيراً أتمنى أن تكون الأخيرة تأتي (وثيقة مكة) لتشكل الأمل باخوة إسلامية تبعد الطائفية المذهبية عن ساحة السياسة العراقية وتعيد لحمة الاخوة والوحدة الوطنية من أجل إيقاف النزف الدموي اليومي لأهل العراق وأن يُحرم القتل بدم بارد وأن يصون المسلم عرض ومال أخيه وأن يكون له كما أراد رب العزة والجلال حين جاء في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}، وقوله عز من قائل: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (25) سورة الأنفال. والدعاء لمن استجاب لهذه الدعوة المباركة التي جاءت بشهر رمضان الخير الذي أنزل فيه القرآن هدى وبشرى للمؤمنين وبجوار الكعبة المشرفة أن يلهمهم الله سبحانه المحبة والأخوة والحكمة والعقل الناصح السليم للوصول لعهد خير وسلام لكل أهل العراق بعودة الأمن والأمان والخير الوفير إن شاء الله ولابد من آليات سياسية ترافق هذا العهد الديني أولها إعلان قانون العفو العام وعودة المهجرين لديارهم ومنح الفرص الممكنة بتعويض من حرموا من معاشهم الوظيفي من العسكريين والمدنيين وعودتهم للخدمة العامة وإطلاق الأسرى والمساجين والمعتقلين من سجون الغزاة المستعمرين وإلغاء كل آثار وتعليمات بريمر التي بذرت جذور الفتنة الطائفية في العراق. وأن ينعم الجميع بكافة حقوقهم الوطنية على حد سواء دون التمييز القومي والمذهبي وأن يُدرك كل عقلاء العراق الوطنيين أن إعلان هذه الوثيقة والعهد ملزم لكل مسلم آمن بالله وبرسوله واليوم الآخر وأن يعمل ويلتزم ببنودها التي ستجلب الأمن والاستقرار للشعب العراقي العربي المسلم بعد طول معاناة ولتكن الوسيلة المثلى للتخلص من جور المستعمر وغطرسته وإخراجهم من أرض الحضارات وليعد العراق لأهله موحداً مستقلاً آمناً بإذن الله. {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} صدق الله العظيم. اللهم وفق صقر العروبة الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين للرعاية الكريمة لهذا التجمع الخيّر الذي يسعى دوماً لوحدة وأمان الشعب العراقي الشقيق.
(*) محلل إعلامي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية
|
|
|
| |
|