| |
الحكمة في إخفاء ليلة القدر
|
|
إن الحكمة من إخفاء ليلة القدر ليجتهد العبد في العبادة في جميع ليالي العشر، كما أخفيت ساعة الإجابة في يوم الجمعة ليجتهد المسلم في جميع اليوم. ومما يستحب طيلة هذه العشر وفي السبع الأخيرة خصوصاً كثرة الدعاء ويستحب الدعاء بما ورد مثل: (إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني). لكنها في ليلة سبع وعشرين أرجى لقول كثير من الصحابة أنها ليلة سبع وعشرين، منهم ابن عباس وأبي بن كعب - رضي الله عنهما - فيكون لهذا التحديد أصل. لكن القول الراجح من أقوال أهل العلم التي بلغت فوق أربعين قولاً إن ليلة القدر في العشر الأواخر ولا سيما في السبع الأواخر منها، فقد تكون ليلة سبع وعشرين، وقد تكون ليلة خمس وعشرين، وقد تكون ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون ليلة تسع وعشرين. وهي في الأوتار آكد، والقول الراجح إنها تنتقل ولا تتعين في سنة معينة. ولهذا فإن الحكمة في إخفائها لكي يجتهد العباد في طلبها بالذكر والدعاء والصلاة طيلة الليالي العشر. أخي الصائم: احرص على الاجتهاد في ليالي العشر بالصلاة والتلاوة والذكر والدعاء والتضرع والصدقة، فالعمر قصير والوقت قليل، فما هي إلا ليالٍ معدودة ثم تنقضي، وحينئذ يفرح العاملون بعملهم، ويندم المتكاسلون على تفريطهم وكسلهم. اللهم أعطنا ولا تحرمنا واجعلنا ممن قبلت منهم اليسير من العمل وغفرت لهم الذنب والزلل يا أرحم من سُئل.
عبدالرحمن بن عبيد السدر مدير إدارة التوعية والتوجيه بهيئة عرجاء
|
|
|
| |
|