| |
جبريل الرجوب مستشار الرئيس الفلسطيني لـ«الجزيرة »: لن نشارك في حكومة خطابها عدمي متحجر
|
|
* دبي - حاوره: أحمد يوسف أعرب جبريل الرجوب مستشار الرئيس الفلسطيني، عضو المجلس الثوري لحركة (فتح)، عن أنه لا توجد طموحات لدى الأغلبية العظمى من أبناء (فتح) لإقصاء (حماس) من السلطة، وأن الحوار الوطني هدفه توحيد الخطاب السياسي الفلسطيني للتعاطي مع المحيط الإقليمي والدولي. جاء ذلك في حديث ل(الجزيرة) دعا فيه الرجوب أبناء (حماس) إلى عدم القلق، لكن شرط أن يتخلوا عن البرنامج المتحجر العدمي - حسب قوله - وتطوير أدائهم السياسي بشكل جيد؛ كي تبقى القضية الفلسطينية حية في أذهان العالم الخارجي بشكل نتمكن به من مقاومة الهجمة الإسرائيلية الشرسة داخلياً وخارجياً. وفيما يخص الاعتداء السافر على غزة ذكر أن إسرائيل لا تبني مخططاتها على المغامرات، لكن على الطرف الفلسطيني ألا يوفر لها الذريعة كي تنفذ هذه المخططات.. وفيما يلي نص الحوار: * البعض يرى أن حركة (فتح) تسعى إلى استعادة السلطة من (حماس) ولو بالقوة، وما الحوار الوطني واتفاقية الوفاق إلا ذر للرماد في العيون، ما رأيك؟ - قناعتي، وغالبية أبناء فتح، أن حماس فازت بانتخابات ديمقراطية شفافة يجب احترام نتائجها، والتعامل معها وفق الالتزام بالمشروع الوطني الفلسطيني الذي نمتلكه؛ لذا فإن الحوار الوطني لا يهدف إلى حشر (حماس) في الزاوية، ولكن توحيد الخطاب السياسي، والاستراتيجية الفلسطينية، كي نتمكن من التعاطي مع الغلاف الإقليمي والدولي؛ لذا فإنني أطمئن أبناء (حماس) بعدم القلق مطلقا إذا أظهروا أنهم متمسكون بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني، وقادرون على التغير والتعامل بذكاء سياسي، وفق متطلبات اللحظة التي تمر بها القضية الفلسطينية. * ما تفسيرك للاحتكام إلى السلاح بين فتح وحماس وإسالة الدم الفلسطيني في الشوارع؟ - شيء يمس القضية في الصميم، وهو نوع من المراهقة السياسية التي تنذر في حال استمرارها إلى انفجار برميل البارود، حيث يقف شعبنا المجاهد منذ أكثر من مائة عام بسبب التحريض وحالة الاحتقان على شفا حرب أهلية؛ لذا ينبغي تطويق هذه الأحداث، ومعرفة المتسبب بإطلاق النار على الجماهير وتقديمه للمحاكمة. الاستحقاقات * ما الذي تطلبه حركة (فتح) تحديداً من حماس؟ - القبول بفكرة دولتين فلسطينية وإسرائيلية، والاعتراف بمرجعية الأمم المتحدة، واحترام وقبول جميع تعهدات السلطة الفلسطينية السابقة، وعلى الحكومة أن تعي أنها ما عادت حكومة (حماس) بل حكومة الشعب الفلسطيني، وعليها أن تتكيف مع المستجدات بعد الانتقال من المعارضة إلى السلطة. * في ظل التوجه لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ما زالت بعض الأصوات عالية النبرة وتهاجم بعضها؛ ما يعكس حالة من الاحتقان السياسي.. - لا بد من أن نتعالى فوق هذه القضايا ونتجاوزها؛ لترتيب البيت الفلسطيني بصورة تليق بطموحات ونضالات شعبنا وقضيتنا السياسية، وألا يظل البعض ينطلق من منطلقات حزبية ضيقة وتنظيرية تجاوزتها المرحلة، التي يسعى فيها شعبنا إلى التغلب على الحصار وفتح صفحة جديدة. * تنقسم الساحة الفلسطينية انقساماً عمودياً بشأن الإضراب، البعض يراه مطلبياً، فيما حركة حماس تتهم الآخرين بتسييس الإضراب.. ماذا تقول؟ - الإضراب مطلبي مائة بالمائة؛ لأن الموظفين والعاملين في الجهاز الحكومي صبروا أكثر من سبعة أشهر على عدم تقاضي رواتبهم، ومن حقهم الآن النزول إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم، وليس في ذلك مؤامرة على الحكومة، ثم إن الانتخابات الديمقراطية التي أوصلت حماس إلى السلطة لا تتجزأ، وتتيح للناس التظاهر والمطالبة بحقوقهم، فكيف إذا كان رغيف الخبز؟ إن الجماهير تتظاهر ضد الجوع، وليس ضد إسماعيل هنية أو غيره من أعضاء الحكومة. * ما تصوراتك للمرحلة القادمة في ظل التصعيد الإسرائيلي ومخطط أولمرت الاستيطاني، واعتباره فلسطين من النهر إلى البحر أرض آبائه وأجداده ووطن الشعب اليهودي؟ - نحن نخوض معركة شرسة مع الإسرائيليين، وأحد عناصر القوة بين أيديهم قدرتهم على إقناع العالم بمحاصرة الشعب الفلسطيني، التي زادت حدتها في الفترة الأخيرة من خلال الشعارات الحمساوية المتطرفة، وصواريخ القسام وغيرها؛ لذا لا بد من خلق عناصر ضاغطة من الطرف الفلسطيني لمواجهة هذا الاختلال الإعلامي، والتأييد السياسي الدولي عبر توافق فلسطيني، يتم على قاعدة توحيد خطابنا السياسي، وإقناع الأسرة الدولية بعدالة قضيتنا، والسير في طريق حلها. وحدة وطنية * في ظل الاحتقان السياسي الفصائلي، طرحت بعض الشخصيات والقوى الوطنية والمدنية تشكيل حكومة تكنوقراط، هل تتجه الأمور إلى ذلك؟ - لا أعتقد، الحديث الآن يدور عن حكومة وحدة وطنية، يناط بها تطبيق برنامج خدماتي، ملتزمة بمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية بشأن عملية السلام، وهذا من شأنه أن يخفف الأعباء عن كاهل شعبنا على الصعيد الإقليمي والعالمي؛ لأن التشنج جعلنا نخسر الكثير من التعاطف، وضيق الخناق على شعبنا، وفتح الباب واسعاً أمام إسرائيل للاستمرار في تنفيذ مخططاتها وجرائمها المتلاحقة، لكن حتى هذه الحكومة ما زالت تتعثر، وهي المخرج الحقيقي والوحيد لتفادي الدخول في مستنقع الحرب الأهلية. * متى تشارك (فتح) في حكومة وحدة وطنية؟ - الرئيس أبو مازن هو الذي يقود هذا التوجه بعد قرار اللجنة المركزية لحركة (فتح) في عمان، وبشكل واضح إذا تبنت (حماس) خطاً سياسياً من شأنه أن يرفع الحصار عن شعبنا، ويلقى قبولاً دولياً مؤازراً لقضيتنا، سوف يتم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، لكن لن نكون في حكومة خطابها السياسي عدمي ومتحجر. مغامرة * ألا ترى أن حركة (فتح) أقدمت على مغامرة انتخابية غير محسوبة النتائج، عندما خاضت انتخابات المجلس التشريعي التي فازت بها (حماس)؟ - نحن ارتضينا الديمقراطية كمضمون وجوهر، والشعب في النهاية هو الذي يقرر ما هي القوى التي تعمل لمصالحه، وتلك التي تعمل على تدمير إنجازاته، نحن لا نرى أن ما نحققه هو مصالح مكتسبة يجب التشبث بها من خلال ممارسة القمع والتسلط، وحركة (فتح) لم تكن ومنذ أربعين عاما التنظيم الذي يقود الساحة الفلسطينية إلا من خلال عطاء الشعب وتضحياته، إضافة إلى ذلك فإن الديمقراطية كل لا يتجزأ في حياتنا الفلسطينية، ونحن مع تداول السلطة شريطة ألا تخرج القوى الفلسطينية عن المصلحة الوطنية، ويتم الارتقاء بالخطاب السياسي، وليس بإضعافه والارتداد عنه عبر السير في المسار غير الصحيح. عقلاء ومتشنجون * البعض يقسم أبناء (فتح) إلى عقلاء ومتشنجين يعملون على إشعال الساحة الفلسطينية.. - حركة (فتح) موحدة، والقسم الثاني الذي تتكلم عنه موجود في جميع التنظيمات الفلسطينية، وليس في (فتح) فحسب، وهؤلاء تدفعهم العصبية التنظيمية أو الجهل والتخلف والعديد من الأسباب لاتخاذ مثل هذه المواقف المنحرفة، لكنها مواقف محاصرة، وينبغي عدم تسليط الضوء عليها إعلامياً. * حتى لو كانت استفزازية من قبل بعض المسؤولين الكبار؟ - تجاهل هذه التصرفات والتصريحات الغوغائية أفضل من تضخيمها؛ لأن التركيز عليها وجعلها الشغل الشاغل من شأنه أن يثير الفوضى والبلبلة. الجيل الجديد * هل ثمة في حركة (فتح) من شبّ عن الطوق من جيل الشباب ويطالب بمراجعة شاملة للأداء التنظيمي والسياسي؟ - جيل الشباب هم الذين يسيطرون على المفاصل الرئيسة لحركة (فتح)، ونحن نعيش في مخاض مستفيدين من التجربة السابقة، لكن لا يوجد بيننا ما يسمى صراع الأجيال؛ لأن الجيل القيادي الحالي هو جيل مناضل، وهو الذي ساهم في بناء (فتح) وانطلاقتها وتأسيسها، والشباب هم أبناء ذلك الجيل وامتداد له. * لماذا ألحقت مسؤولية الأجهزة الأمنية ومعبر رفح والإذاعة والتلفزيون بمؤسسة الرئاسة؟ - الأمن يجب أن يحل من خلال تشكيل مجلس أمن قومي يترأسه الرئيس، وتشارك فيه الحكومة، وجميع الأجهزة الأمنية تناط بالحكومة لإنجاز مهماتها، ولا أمن بدون شراكة في المسؤولية، والقيادة تكون في التخطيط والتنفيذ، أما بقية المؤسسات فيجب أن تأخذ الحكومة كامل صلاحياتها ومسؤولياتها. دعاية * ما الذي يدفع ببعض القيادات الفلسطينية للظهور مع الإسرائيليين بمظهر الأصدقاء أمام شاشات التلفزيون فيما الدم الفلسطيني يسفك في الشوارع؟ - لا توجد صداقات بين القيادات الفلسطينية والإسرائيلية.. ياسر عرفات، وإيهود باراك لم يكونا صديقين في كامب ديفيد، ولكن خصمين متحاورين. * لكن الإسرائيليين يحتضنون الفلسطينيين ويصافحونهم من الأعلى ويقومون بسرقة الأرض من تحت أرجلهم.. - من جهتنا نحن هي عبارة عن رسالة إعلامية موجهة إلى العالم بأن يدنا ممدودة للسلام، وأننا طلاب حق، ولسنا إرهابيين.
|
|
|
| |
|