| |
بعد لقاءات مكثفة يومي 27 و28 رمضان وثيقة مكة تصدر بمباركة جميع العلماء المسلمين وتوزَّع في جميع أنحاء العراق
|
|
* مكة المكرمة - عبيد الله الحازمي - عمار الجبيري: تستضيف مكة المكرمة في السابع والعشرين والثامن والعشرين من رمضان لقاءً يضم كبار القيادات الدينية السنية والشيعية في العراق بمبادرة من منظمة المؤتمر الإسلامي ممثلةً في مجمع الفقه الإسلامي بهدف الإعلان عن وثيقة مكة المكرمة التي تستهدف حقن دماء المسلمين في العراق وما يتبع ذلك من اقتتال طائفي وترويع للآمنين وتدمير وتشريد. وأوضح الناطق الرسمي باسم المنظمة السفير عطا المنان بخيت أن هذه المبادرة نبعت منذ نحو عامين عندما بدأت مظاهر الاقتتال في العراق على أساس مذهبي أو طائفي؛ حيث كان هذا الأمر مثار قلق كبير ليس للشعب العراقي فحسب وإنما لعامة المسلمين، وعندما استفحل هذا الأمر الطائفي الأخوي كان على الأمة الإسلامية الإسراع إلى إطفاء هذه الفتنة امتثالاً لأمر الله. وقد رأت منظمة المؤتمر الإسلامي بحكم موقعها كمنظمة جامعة للدول الإسلامية بكل مذاهبها وطوائفها أن عليها واجباً بأن تبادر بالقيام لما يوقف نزيف الدم المراق في العراق كل يوم، وقد تطلعت الأنظار في العراق وفي غيره من البلدان الإسلامية لهذا الدور من المنظمة، وبناءً على ذلك تمت اتصالات عديدة مع كثير من الجهات العراقية، وخصوصاً الدينية منها، للتشاور معها بشأن القيام بمبادرة في هذا الصدد، وقد كانت ردود الفعل الأولى إيجابية؛ لذا قرر الأمين العام أن الظرف الأمني والصراع الطائفي في العراق لم يعد يتحمل التأجيل. وأشار الناطق الرسمي إلى أن المبادرة تقتصر على جانب النزاع الطائفي الدموي لإخماده، باعتبار أن هذا النزاع وما ينطوي عليه من خلفيات دينية يكون عادةً أكثر النزاعات دموية وعنفاً. ورأى أن هذه المبادرة تتعلق بجهد يعين في نهاية المطاف على وقف الاقتتال المذهبي بين العراقيين، وأن المبادرة ليست مؤتمراً ولا ندوة ولا نقاش ولا جدال فيها ولا مفاوضات، وإنما مداها الموضوعي يهدف إلى وقف الاقتتال المذهبي، وخلفيتها الدينية مؤسسة على نظرة إسلامية موحدة وقائمة على نصوص القرآن وأحكامه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما عليه إجماع الأمة بمذاهبها المختلفة من شيعة وسنة واتفاقها الذي لا ريب فيه، ومؤداها حرمة دم المسلم على أخيه المسلم، وحرمة قتل النفس بغير حق، وتجنب معصية الله في أبغض ما حرم الله، وهو سفك دماء الأبرياء، مبيناً أن هذه الأفكار تم جمعها في وثيقة تم الاتفاق على مسودة لها مؤخراً في اجتماع تمهيدي عقد في مجمع الفقه الإسلامي في جدة حضره علماء من رجال الدين الشيعة والسنة. وأكد السفير عطا المنان بخيت أن القضية ليست قضية مؤتمر للمصالحة، وإنما هي مناسبة خاصة تختلف عما سواها لإعلان هذه الثوابت الدينية الجامعة على ألسنة كبار المرجعيات الدينية وعلماء المسلمين، وستكون رسالة مؤثرة تشهد الناس على إبلاغهم حكم الله وحكم الإسلام في القتل العمد وإدانة إتيان هذا الجرم المنكر. وأفاد أن من المتوقع أن يشارك في لقاء مكة عدد من كبار المرجعيات الدينية وعلماء المسلمين في العراق، وخصوصاً من الشيعة والسنة، ليشهدوا على أنفسهم أنهم اتفقوا على كلمة سواء مفادها إدانتهم وتجريمهم مرتكبي جرائم القتل العمد للمسلمين في العراق، مؤكداً أن نسبة المشاركة في هذا اللقاء هي التي تحدّد مدى نجاحه، مشيراً إلى أن المنظمة تلقّت كثيراً من التطمينات لهذه الوثيقة التي لقيت منذ الوهلة الأولى موافقة الجميع ومباركتهم الكاملة؛ لأنها لا تتضمن أي أمر عليه خلاف أو جدل على الإطلاق، معرباً عن تفاؤل المنظمة بأن يحالف هذه الوثيقة النجاح. وكشف المتحدث الرسمي باسم منظمة المؤتمر الإسلامي أن المبادرة تقوم على آلية مفادها أن يتم توزيع هذه الوثيقة المكية على أوسع نطاق ممكن في العراق وعن طريق مباركتها وتأييدها علناً من كل المرجعيات الدينية وإذاعتها ونشرها في وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها وعلى اعتمادها كنص للتعليق عليها وترويج ما تحتوي عليه من أحكام وإنذار بواسطة التعليقات الإذاعية أو التلفازية أو الصحافية واتخاذها مادة للبحث في الاجتماعات والندوات وخطب الجمع وخطب المساجد وإلى غير ذلك من وسائل النشر بما يجعلها تستقر في عقول الناس ويكون مفعولها شاملاً كل أطياف الشعب العراقي.
|
|
|
| |
|