| |
على رسلك يا عبدالله بن بخيت..
|
|
بعد أن رد الصحفيان اللذان قاما بالتحقيق الصحفي (يهودية من اليمن عصفت بحياة شاب سعودي) على ابن بخيت لسخريته بالتحقيق، كتب مرة أخرى عن الموضوع في 19 - 9 - 1427 تحت عنوان (أبو شلاخ القادم بطولة الجنية اليهودية) بمزيد من السخرية. كان مما قال فيه (وهو لا يحتاج إلى تعليق بقدر ما نأسف لحال كاتبه): (..... طالعت في عزيزتي (الجزيرة) تعليقاً للزميل فهد الغريري حول مقال سابق أشرت فيه إلى الجنية اليهودية اليمنية التي اكتشفها رجال الهيئة ضمن أنشطتهم الميتافيزيقية المميزة). إلى أن قال: (.... وأمتنا - كما لا يخفى على الأخ فهد - تتعرض لغزوة صهيونية شرسة تستخدم فيها أشد الأسلحة فتكاً. خفت أن تكون تلك الجنية اليهودية تسللت إلى مقبرة السبالة كجزء من خطة صهيونية خبيثة ملتوية لتصل إلى صحفي سعودي تسقط فيه، ثم تسيطر على عقله بهدف السيطرة على الصحافة السعودية؛ فالصحافة السعودية لا ينقصها الغزو، يكفينا بني علمان. حتى قال: (لم أنسب الفضل للهيئة اعتباطاً لكن لأني أعرف أن رجال الهيئة يمتلكون خبرة طويلة وعريقة في التعامل مع الجن وأهوائهم؛ فهم كما عهدناهم (الهيئة وليس الجن) يعملون على حراسة الفضيلة على مستويين. يستخدمون الجموس لتحميل البشر ويستخدمون العسبان وجذوع النخل لتحميل الجن)!! لقد تناول الكاتب في مقاله الأول أحداث الحادثة جملة وتفصيلا بالسخرية، وكان إنكاره حقيقة السحر والجن هو مما يثير العجب حقا، ويبعث على السخرية أيضا إذ يعد القول باستعمال السحرة العقد والشعر خرافات! ويرى من يحارب الخرافات ويكشف حقيقة أصحابها مروجا لها! يقول: (... الأدوات المستخدمة والتي لا تخرج عما نسمعه كل يوم (طلاسم وعقد وأوراق وشعر.. إلخ) وأين خبئت هذه الأدوات إلى آخر الحكايات المكررة المتبعة لترويج مثل هذه الخرافات). فهل (عبد الله) لم يقرأ أولم يسمع قول الله: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}؟!! أم أن هناك سببا آخر يخفيه؟! وهل يجهل (عبد الله) أيضا قول الله عن الجن: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً} حين يسخر: (أما التطوير اللافت الذي أثار إعجابي فيكمن في أن الجنية المتهمة التي سكنت في المواطن الكريم كانت يهودية!) ولعل (الكاتب) يريد: (ما أثار عجبي) وليس (إعجابي) لأن الإعجاب استحسان الأمر، وهو بالتأكيد خلاف ما يريده هنا ممن ينكر هذه الحقائق. إن العجب ممن اختلطت عليه الأمور فما عاد يميز بين الحقائق والخرافات ولا يفرق بين من يحارب الضلالات ويجتث الخرافات ومن يروج لها؟! وممن يجهل أن الله قد مكن الجن مما لم يمكِّن منه الإنس فيتهكم: (لو أن التقرير أشار إلى الطريقة التي وصلت بها هذه اليهودية إلى السعودية؛ فالتاريخ لم يخبرنا أن اليهود استخدموا المكانس في تنقلاتهم.)؟!! وممن لا يعترف بالقراءة والرقية الشرعية وأثرها!! فهل هذا الإنكار جهل حقا بهذه الأمور لأنها ليست مما يتوافق مع (ثقافتك) و(علمك) واهتماماتك؟! أم إنكار وتكذيب؟! أو هو نكاية ب(مصدر) الحادثة وتهجما عليهم؟ فإن كانت الأولى فتلك - والله - مصيبة! وإن كانت الثانية فالمصيبة يا عبد الله أطم وأعظم!!! أما الثالثة فليست بأقل من سابقتيها والتي يبدو أنها المحك الرئيسي لكتابتك هذه يتضح ذلك من خروجك عن حدود الموضوع والأدب والتعرض لأمور شرعية وشخصية كقولك: (وثيابهم القصيرة) مما يدل على تناقض من يدعو إلى (ترك الإنس في حالهم)! فلم يكف قذى قلمه عمن يقومون بواجب شرف الله القائمين به فقال: {وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. وما كثرة الردود عليك حينما تكون الهيئة - كما تقول - طرفا في الموضوع إلا دليل على جنوح المقال ومخالفته في الوقت الذي تدل فيه على غيرة أصحاب الردود ودفاعهم عن الحق. ذلك لأنك تكتب عن الهيئة متشنجا ومنزعجا من (قيامها بالواجب)، كما هو الحال هنا ودائما! ولو كتبت منتقدا على ترك واجب أو إخلال به كما هو الحال في نقد التقصير في بعض الدوائر لما اعترض أحد، لكنه تهجم.. وشتان بين هذا وذاك!!! ولعلك تدرك يا بن بخيت هذا الفرق بهذا المثال: لو أنك كتبت منتقدا رجال الأمن - مثلا - على ملاحقتهم لمن يخل بالأمن فقلت: دعوا الناس في حالهم - مثلما قلت للهيئة - دعوا الإنس في حالهم، أو اعترضت على المرور لقيامه بتعقب المخالفين لأنظمة السير ومعاقبتهم ووصفت تصرف رجال الأمن والمرور هذا بالتعدي على الناس والإساءة إليهم والتدخل في شؤونهم وكبت حرياتهم و....؟!! ترى كيف ستكون الردود؟؟! ومن سيؤيد دعوة الفوضى (ترك الناس في حالهم)؟! بهذا المنطق تماما تريد من الهيئة التخلي عن واجبها الشرعي و(ترجو الله بمشيئته أن يتخلوا عن أمره)!! (... لعلها إن شاء الله خطة لترك الإنس في حالهم والتفرغ للجن ومشتقاتهم)!! لكن... على رسلك يابن بخيت؛ فسخريتك لن تزيد الهيئة إلا إصرارا وثباتا، ودعاة الفضيلة في بلاد الحرمين لن يتركوا الإنس يتخبطون في ظلمات المنكر والشهوات، ولن يثني عزمهم سخرية ساخر، فالأنبياء عليهم السلام واجهوا استهزاء أعداء الحق و(سخرية) من لا يحبون الناصحين، وليعلم من يتصيد أخطاءهم ويترصد زلاتهم أنها لا تعدل قطرة في بحر، وهم مأجورون، فخطأ من يجتهد بعمل شرع الله ويقوم به على هدى من الله يرجو مرضاته خير من صواب من لا يرجو بعمله وجه الله - وإن أصاب -. ستمضي الهيئة تحمي الفضيلة وتمنع الرذيلة بحول الله وقوته ثم بدعم وتأييد ومؤازرة ولاة أمر هذه البلاد حفظهم الله ولن تتخلى عن أمر إلهي: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}، امتدح به المؤمنين: {والْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة: 71). لن يتخلوا - بحول الله - عن واجب تميزت به هذه الأمة وكان سبب خيريتها، وقامت عليه هذا الدولة المباركة منذ أسسها عبد العزيز رحمه الذي أدرك بإيمانه أن العزة والتمكين لا تكون إلا به ممتثلا قول من يؤتي ملكه من يشاء سبحانه: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِن مكَناهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُور} (الحج: 41). ولعلك - يابن بخيت - ترجع إلى لقاء سمو وزير الداخلية -حفظه الله ورعاه- بمنسوبي الهيئة والذي نشرته جريدة (الجزيرة) في عددها في 29- 8 -1427هـ ففي لقائه بهم سدد الله خطاه نصرة للحق وتأييد للقائمين به ووقوفه معهم بما أوجب الله عليهم حفاظا على وطنهم وحماية لمجتمعهم من أذى وشرور شياطين الجن والإنس، وفي كلمة سموه حفظه الله هذه ما يكفي: (إنه لشرف لهذه البلاد أمة وقيادة أن فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأن الدولة هي التي تقوم بهذا العمل، وتعقب هذا الأمر وتعمل من أجله وهذا ليس بجديد منذ أن قامت هذه الدولة على يد الإمام المصلح محمد بن سعود إلى الملك عبدالعزيز رحمه الله ومن بعده أبناؤه وإلى الآن، وهذا أمر قائم وسيظل قائماً). وفي قوله - أيده الله-: (نحن مستهدفون في وطننا وفي علمائنا الأجلاء وطلبة العلم ودعاتنا والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وخطباء المساجد). أخيرا أقول: يا عبد الله.. هلا كنت ممن قال الله فيهم: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
يحيى بن محمد الغفيلي/الرس
|
|
|
| |
|