| |
لما هو آت اليوم معكم د. خيرية إبراهيم السقاف
|
|
***كقطعة الثلج حين تذوب تتلاشى الهموم في حضرة الصفاء.... *** الإحساس بالاطمئنان كالماء الزلال في لحظة قيظ يسكبه العطش في جوفه.... *** الوردة أجمل ما ينمو في الصدر حين لا يكون هواء للتنفس.... دعوني أقول لكم: حاولت تهنئة بعض صديقاتي بعبارات تليق بمناسبة رمضان في أيامه الأولى... لكنني وأنا أحاول صياغة ما أريد تذكرت أن أعود لصندوق الوارد في هاتفي منهن... إذ تذكَّرت بأنني تسلَّمت أكثر من رسالة بهذا الغرض... انصرفت لتلك الرسائل فإذا بها تفوق العشرات... ولا تتخيلون كيف ضحكت سادتي وأنا أخرج بفكرة في سؤالٍ: متى كان هناك إقبال على التأليف المختصر المكثف للمشاعر بين شرائح المجتمع...؟ ومن بعد كيف تصبح الرسائل تعبيراً للجميع بعد تدويرها من هاتفٍ لآخر بما يؤكّد أنَّ الناس جميعهم على قلب حرفٍ واحدٍ سواء؟.... وجدتني في حلّ من أمر الدخول في شراك العبارات المشتركة فذهبت أصوغ ماشاءت لي به قريحتي من نثر معبّر عما أريد... أو ببيت شعر يحمل نبض لحظتي لمن أريد.... والمفاجأة أنَّ عشرين يوماً من رمضان كانت كفيلة بأن تدور عباراتي لتعود لي كما هي... لكن الأمر الوحيد الذي أثار دهشتي هو أنَّ حرف (الظَّاء) في بعض كلماتي تحولت إلى حرف (ضاد) فيها... أو العكس.. أو التأنيث تحوَّل فيها إلى تذكير... سبق لي أن كتبت بأنَّ ما يؤخذ منّي هو سرقة حلال... إذ قد وهبت الجميع ما أكتب عن طيب خاطر... لكن أن أجدني في نصوص كاملة أو مقتبسات وافية بأسماء أخرى في مواقع يأتيني بها قارئ نبيه.. أو زميلة متابعة... فتلك مثيرات لدهشة لا ريب.... وهي لا تقل عن الدهشة لوجود حق مشاع في رسائل المناسبات أو حتى تلك التي تعبِّر عن المواقف المختلفة في الحياة... ولا أدلَّ على تجرُّد إيقاع الحياة من الخصوصية إلا وجود صندوق في الهاتف بعنوان (نماذج) وهي عبارات جاهزة للاستخدام العام المتاح لكلِّ من يريد... يبقى للكلام زخمه وتأثيره ليس في تركيبه طالما أصبح مشاعاً وإنّما في الإحساس به.... ولعلَّ الإحساس به يبقى خالصاً من شراك هذا الإيقاع... ***حتَّى نلتقي بعد العيد لكم منّي الدعاء الصَّادق والأمنيات الطيَّبة.
|
|
|
| |
|