| |
رحل سعد وبقي عمله عبد الله بن سالم البيضاني الحربي
|
|
لكل أجل كتاب، لقد فجع المجتمع السعودي كافة، بوفاة واحد من أبرز الشخصيات الكارزمية لهذا الشعب سمو الأمير سعد بن خالد بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود تغمده الله بواسع رحمته. ولقد كان - رحمه الله - بعيداً عن الأضواء يمقتها ولا يحبها، إذ كانت أعماله الخيرية تتم بالسر والصمت، فكم من محتاج امتدت إليه يد سعد، وكم من ثكالى وصلهن بر سعد، وكم من يتيم مسح على رأسه وكفله، ولقد أتعب نفسه - رحمه الله - ذهاباً وإياباً لتفقد أحوال المحتاجين، كما أجهد نفسه ونذرها لحل كل المشكلات بين الأفراد والجماعات لدى البادية، وكم من رقبة سعى في عتقها، ومن خلال أعماله الخيرية وتحسس مشاعر ومشكلات الناس فرض حبه وتقديره لدى البادية والحاضرة وحب هذا الشعب وهذا الوطن. ومن خلال ذلك اكتسب - رحمه الله - شخصية كارزمية مؤثرة لها أسلوبها وطابعها المميز، وستبقى تلك الشخصية حكراً عليه رحمه الله. ولمرضه - رحمه الله - قصة لا يعرفها سوى القليل ممن يعرفون شخصيته، فسبحان الله على كل شيء، فهو القادر، وهو المسير والمدبر، فسبحانه مسبب الأسباب، لقد ذهب - رحمه الله - إلى الولايات المتحدة لإجراء بعض الفحوصات لإحساسه بالمرض، ولكنه قبل أن تظهر نتائج التحليل الطبية فجع بما فجعت به الأمة الإسلامية والعربية، وبما فجع به الشعب السعودي بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز تغمده الله برحمته وأدخله فسيح جناته. وعندما علم النبأ الصاعقة، نسي نفسه وعلاجه الطبي ليعود حاملاً هماً أكبر من همه لدى نفسه، ليقف إلى جنب الأسرة الكريمة والشعب السعودي في محنته بوفاة مليكه. ولقد تحامل - رحمه الله - على نفسه كثيراً، فلم يبالِ بمتابعة علاجه الطبي إلى أن تفاقم أمر مرضه، وبعد إلحاح من أبنائه البررة عاد إلى الولايات المتحدة ليصارع المرض إلى أن اختاره الله إلى جواره رحمه الله. كم أنت عظيم يا سعد! وكم أنت عظيم أيها الوطن! وهذا الشعب الذي ضحى من أجلك أكابر أبنائه، إن الخطب جلل والمصاب أكبر، إلا أنها سنة الله، وعزاؤنا أن رأينا سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد، وسمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وأصحاب السمو وسماحة المفتي العام يتقدمون المشيعين، وعزاؤنا بالشعب الذي ضاقت به جنبات مسجد الإمام تركي فجر يوم الجمعة، حيث ضاقت مداخل المسجد والطرقات المؤدية إليه، علماً أن الصلاة على جنازته - رحمه الله - تغير موعدها المعلن بسبب تأخر الطائرة لمرورها بأكثر من محطة وصول، وإلا لاستحال الوصول إلى المسجد مع العلم أن موكب الجنازة لم ينقطع من منزله في عليشة حتى وصول الموكب إلى المسجد بالديرة. إن القلم يعجز عن الكتابة واللسان عن الوصف ليوفي سمو الأمير الراحل بعض حقه، فهو أكبر من الكلمات والعبارات مهما فصحت، ولكنها نفحات جاشت في نفسي المملوءة أسى وحزناً على فقدان سموه.. إننا نرفع تعازينا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وصاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود وصاحب السمو الأمير سعود بن خالد بن محمد بن عبدالرحمن، وإلى أبنائه: صاحب السمو الأمير خالد بن سعد، وصاحب السمو الأمير محمد بن سعد، وصاحب السمو الأمير بندر بن سعد، وصاحب السمو الأمير سلطان بن سعد، وإلى بناته: صاحبة السمو الأميرة نوف بنت سعد بن خالد، والأميرة مضاوي بنت سعد بن خالد، والأميرة عبير بنت سعد بن خالد، وإلى حرمه صاحبة السمو الأميرة نورة بنت فهد بن محمد بن عبد الرحمن... سائلين الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
|
|
|
| |
|