فُجِعَ العارفون بالرجل الذي نذر عمره باذلاً، يتحصن بستر ما أنفقته يمناه عن يسراه.. بنبأ وفاته - يرحمه الله - قبل أيام.. نعم.. فكل من اقترب منه، أو روى عنه من الشهود الثقات يؤكد أنه عاش يطارد العثرات كي يقيلها، غير آبهٍ بتصنيف المتعثرين، فنداه لم يعترف يوماً بالحدود الجغرافية، ولم يشترط سوى أن يكون في خدمة المسلمين: ودون تفرقة! كثيراً ما يقول الناس - ربما على نحو المبالغة - إن القلب ليعجز عن وفاء التعبير بالشخصية، لكني أجد قلمي الآن بالفعل عاجزاً على نحو الحقيقة بل ويضمر شعور الخجل من مجرد التفكير في الإحاطة بما يليق بهذه الشخصية التي أصبحت اليوم بين يدي بارئها، وهو المجزل العطاء لمن أعطى وأنفق من أجله - جل وعلا - وفي سبيله فحسب،! وهذا حسبنا ونحن نودع سمو الأمير سعد بن خالد بن محمد بن عبدالرحمن - يرحمه الله -. وإِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
(*) الوكيل المساعد لإمارة منطقة عسير (سابقاً)
|