| |
لافروف: توسيع الناتو ميكانيكيا ترسيخ لأفكار الأحلاف بوتين: لا أنصح أحدا باستخدام لغة التهديد مع روسيا
|
|
* موسكو - سعيد طانيوس: ألمحت روسيا إلى أن خطط توسيع حلف شمال الأطلسي باتجاه حدودها هي التي تقف وراء أزمة العلاقات الروسية الجورجية الأخيرة، في الوقت الذي نصح فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الآخرين بالابتعاد عن استخدام لغة التهديد والوعيد في التعامل مع بلاده. وقال بوتين إنه لا ينصح أي جهة بالتحدث مع روسيا بلغة التخويف والوعيد، خلال استقباله رؤساء الكتل النيابية في البرلمان للتعبير لهم عن شكره وامتنانه لهم على تأييدهم الإجراءات التي اتخذتها السلطة التنفيذية أثناء الأزمة الأخيرة مع جورجيا. وقال: (أنا ممتن على تأييد إجراءات السلطة التنفيذية التي ترمي إلى حماية حقوق وكرامة وحياة مواطنينا في الخارج), مشيراً إلى أن المقصودة في هذه الحالة جورجيا. وأضاف قائلاً: (لا أنصح أي جهة بالتحدث مع روسيا بلغة الأعمال الاستفزازية والتخويف). وبدوره رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن توسيع الناتو عن طريق انضمام أعضاء جدد هو (استمرارية للماضي). وقال في مؤتمر صحفي في ستراسبورغ اليوم إن (توسيع الناتو ميكانيكيا ما هو إلا ترسيخ لأفكار الأحلاف). وأضاف لافروف أنه (من الجلي للجميع أن جورجيا لا تلبي هذه المعايير (معايير الانضمام إلى الناتو). وبالتالي فإن الهدف هو إثبات أن جورجيا استحقت بسياستها المعادية لروسيا استثناءها من القواعد العامة). وأكد وزير الخارجية الروسي أن بلاده لن تعير اهتماما لاستفزازات نظام الرئيس الجورجي ميخائيل سآكاشفيلي, وقال في كلمة ألقاها في دورة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في ستراسبورغ الأربعاء الماضي: (نحن مهتمون بصدق في الحفاظ على علاقات الصداقة مع الشعب الجورجي. ونرغب في العيش بتعاون مع أصدقائنا الجورجيين). وأضاف: (وللأسف الشديد يستغل النظام الذي وصل إلى السلطة في جورجيا الحماية. وأنا واثق بأن التساهل مع السياسة المناوئة لروسيا التي ينتهجها نظام تبليسي هو سبب تجاوز هذا النظام لجميع حدود اللياقة). وأعلن لافروف من على منبر الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا أن موسكو لا تفهم أساب سلوك القيادة الجورجية نهجا معاديا لروسيا باطراد. وأكد أن (إجراءات القيادة الجورجية في عدد من السنوات الأخيرة تتصف بظاهرة العداء لروسيا بشكل جلي). ودعا لافروف الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا إلى الانتباه لتصريح وزير الدفاع الجورجي ايراكلي اوكرواشفيلي بشأن أوسيتيا الجنوبية المنشقة عنها, وقال: (لقد صرح وزير الدفاع الجورجي مؤخرا بأنه يعتزم استقبال العام الجديد في تسخينفالي، في أوسيتيا الجنوبية). وأضاف أن هذا التصريح لا يدل إلا على نية جورجيا شن حرب على أوسيتيا الجنوبية. وشدد على ضرورة الانتباه إلى مثل هذه التصريحات. ورفض وزير الخارجية الروسي تواجد قوات من الأمم المتحدة في إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية المنشقين عن جورجيا وكذلك في إقليم بريدنيستروفيه المنفصل عن مولدافيا, وقال إنه (لا توجد مثل هذه الضرورة بشأن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية لأن الأطراف اتفقت على التسوية بنفسها في ظل وساطة روسيا وبلدان أخرى). ووصف مصدر في الخارجية الروسية إعراب إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش عن خيبة أملها من تعامل روسيا مع جورجيا بأنه تدخل سافر في العلاقات بين بلدين ذات سيادة. وكان نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية توم كيسي قد أعلن (إننا نشعر بخيبة أمل من فرض روسيا لعدد من العقوبات الإضافية على جورجيا). ونفى أن تكون الولايات المتحدة تقف وراء ما تفعله جورجيا مشيرا إلى (أننا لا نحاول تشجيع أي خلاف بين هذين البلدين بل على العكس نريد أن تحل روسيا وجورجيا الخلافات بينهما). ومن جانبه، صرح نائب رئيس الحكومة، وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف بأن روسيا لا تعتزم إلغاء التدريبات العسكرية البحرية المقرر إجراؤها مع تركيا في البحر الأسود بسبب قلق جورجيا. وأعاد ايفانوف إلى الأذهان أن هذه التدريبات تأتي في إطار عملية مكافحة الإرهاب (التنسيق والانسجام في البحر الأسود). وذكر أنه تقرر إجراء هذه التدريبات مع القوة البحرية التركية منذ نصف عام تقريبا. وأضاف أن سفن الأسطول البحري الحربي الروسي لا تنتهك المياه الإقليمية لدول أخرى، وتقوم بإجراء تدريبات وفق القواعد الدولية. وأكد ايفانوف على أن روسيا تستطيع تسريع وتيرة سحب قاعدتيها العسكريتين من جورجيا. وقال (لن نقوم بتعزيز هذه القوات (في جورجيا) لأننا لا نرى أي معنى في ذلك. وقد نقوم بتسريع وتيرة سحب القاعدتين العسكريتين الروسيتين من جورجيا). وأضاف أن ذلك مرتبط بوضع العسكريين الروس في جورجيا. وقد وقعت روسيا وجورجيا اتفاقية خاصة بسحب القاعدتين العسكريتين الروسيتين من الأراضي الجورجية في شهر آذار - مارس 2006م.
|
|
|
| |
|