تعليم 21
درس مهم من كوريا الجنوبية
د. عبد العزيز بن سعود العمر

خرجت كوريا الجنوبية من الحرب والاستعمار وهي لا تملك من حطام الدنيا سوى (إنسانها) و(تعليمها)، فلا مصادر لديها ولا ثروات طبيعية. اليوم أصبح الاقتصاد الكوري يحتل المرتبة الثانية عشرة بين اقتصادات العالم. ويدين الكوريون بالفضل في ذلك إلى نظامهم التعليمي. لقد حقق الطلاب الكوريون بفضل قوة وكفاءة تعليمهم المركز الأولى على مستوى العالم في حل المشكلات، والمركز الثاني في مجال القراءة، والمركز الثالث في مجال العلوم، بل وتفوقوا على الطلاب الأمريكيين في مجال الرياضيات. أرجو ألا يظن أحد أن كوريا الجنوبية تنفق على تعليمها أكثر مما تنفقه أية دولة عربية كبرى على تعليمها، بل إن العكس هو الصحيح غالباً.
إن سر تقدم الكوريين الصناعي والتقني يعود إلى إيمانهم العميق بأن التعليم هو الذي يطلق مواهب الإنسان ويحرر طاقاته الخلاقة والمنتجة ويرسخ لديه الانتماء لوطنه والعمل الجاد.
نجاح التعليم في كوريا عززته ثقافة تحترم العدالة وتضمن تكافؤ الفرص وتكفل حرية التعبير عن الرأي.
بقي أن تعرف أن جامعة أمريكية ترجمت المناهج الكورية في الرياضيات إلى اللغة الإنجليزية في محاولة لمعرفة سر تفوق الكوريين. ليس المهم عند الكوريين أن تحصل على شهادة تعليمية عالية، لكن المهم عندهم هو نوع التعليم الذي حصلت عليه وكذلك سمعة ومكانة الجامعة التي منحتك الشهادة. إن (12) من وزرائهم الـ(18) تخرجوا من جامعة سيئول الشهيرة عالمياً، أي أن الشهادة عندهم ليست اكسسوار اجتماعي.