شيءٌ في الخاطر
إبراهيم بن عبد الله الموسى

إن عزوف الجماهير عن حضور المباريات في ملاعبنا أمرٌ مستغرب لكل متابع، فهي سر نجاح المسابقات والرقم الصعب للفرق، فوجودها يعطي رونقاً خاصاً، فمنها يستمد اللاعبون الحماس والرغبة في الانتصار لإرضائها.. وغيابها يفقد المسابقات الإثارة.. جاء هذا العزوف لسلبيات كثيرة اعترضت مسيرة الكرة السعودية أدت إلى تراجع وتذبذب مستويات الأندية، فنتائج أنديتنا المخجلة في المشاركات الخارجية خير شاهد على وجود أخطاء متكررة ومتراكمة ينبغي دراستها والعمل على تلافيها.. أخطاء ولدت واستمرت.. لأننا ببساطة.. نخطئ اليوم لنكرر الخطأ غداً. ففقدت مسابقاتنا قوتها ومتابعتها كما فقدت الكرة السعودية هيبتها.
فسوء التخطيط سمة بارزة لمسابقاتنا. فجداول المباريات تعد بطريقة عقيمة (عكس عقارب الساعة) والتي أثبتت فشلها في مواسم سابقة فقدت على أثرها مسابقاتنا المواعيد الزمانية والمكانية لتنصرف الجماهير عن متابعتها.. والشيء الآخر تداخل البطولات الذي أدى إلى إرباك عمل الأندية والأجهزة الفنية وأفشل مخططاتها لاختلاف متطلبات كل بطولة والعمل المناسب لها.. فكأس الأمير فيصل بن فهد بطولة استعداد وإتاحة الفرصة للمواهب الشابة للمشاركة.. وبطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين البطولة الأهم تتطلب نفساً طويلاً وبديلاً جاهزاً ولا شك أن عودة هذه البطولة الغالية لنظام النقاط سيعيد القوة والإثارة لها.
وأخيراً بطولة كأس ولي العهد (خروج المغلوب) ولإضافة مزيد من الإثارة والمتعة والمتابعة لهذه المسابقة العزيزة.. فحبذا لو طبقت مباريات الذهاب والإياب من دور (16).
كما أن للأجهزة الفنية دوراً في هذا العزوف بقتل متعة المشاهدة باعتماد الطرق الدفاعية فقلت فرص تسجيل الأهداف التي تبحث عنها الجماهير.. فلماذا لا تلغي الأندية مكافأة التعادل للأجهزة الفنية؟ لتضطر إلى البحث عن الانتصارات والتي لا تأتي إلا بالأهداف واللعب بطرق هجومية.. يضاف إلى ذلك إخفاق الأندية في اختيار اللاعب الأجنبي الذي يضيف للكرة السعودية، فمعظم اللاعبين الأجانب ليس لهم تأثير على الدوري أو اللاعب السعودي.. ولو تعاقدت الأندية مع لاعب دولي بارز لكان أفضل من ثلاثة مستوياتهم هابطة.
ولا ننسى غياب النجم الجماهيري الذي يستحق العناء لمشاهدته والاستمتاع بمهاراته كما في السابق له تأثير واضح على غياب الجماهير.. كل هذه الأسباب وغيرها تحتاج إلى وقفة صادقة لعلاجها.. لتعود الجماهير إلى المدرجات المهجورة وتعود معها الإثارة والقوة والمتعة لمبارياتنا.
وقفات..
* الحكم بشر يخطئ ويصيب يؤثِّر ويتأثر ولكن مشكلة بعض حكامنا تأثرهم السريع والواضح بما تكتبه بعض الأقلام المعروفة.. فكان تفاريس ضحية من ضحايا هذا التأثر، فالفرق واضح بين الخشونة.. والرجولة.
* ابتعاد النصر عن الأجواء التنافسية أثَّر تأثيراً مباشراً على مستوى التنافس بين الأندية وخصوصاً الهلال.. ولولا المناوشات الاتحادية للهلال لفقدت كرتنا متعة المنافسة.. فمتى يعود النصر؟
* لو توفر لأي نادٍ ريفي ما يتوفر للاتحاد من دعم مادي ومعاملة خاصة جداً لحقق كل البطولات.
* ساهم التدليل الزائد والمعاملة الخاصة للاعب محمد نور في تعاليه على الجميع وإحساسه بأنه فوق النظام. فانتهت موهبة كروية كنا ننتظر منها الشيء الكثير!!
* اعتماد الأندية على المدربين والسماسرة في جلب اللاعبين الأجانب سيؤدي إلى مزيد من الهدر المالي.
مشرف الملف الرياضي بـ(مجلة المها)
Arw22@hotmail.com