| |
عمل شائن يستوجب إدانة العالم ككل
|
|
تجتهد جهات عدة لتوتير العلاقات بين الشعوب من خلال الإساءة للأديان مدفوعة بنظرة استعلائية. وفي هذا المقام فإن تعمُّد شبيبة الحزب الشعبي الدنماركي الإساءة إلى المسلمين في شخص الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو أمر ينبغي أن يجد استنكاراً واسعاً ليس من المسلمين فحسب، بل من جميع الأديان وكل الجهات الفاعلة في العالم، باعتبار أن تلك الإساءة تمس العالم ككل وتهدد بطريقة مباشرة أمنه واستقراره. وبالفعل فقد بادرت جهات عديدة في العالم إلى إدانة العمل الشائن، ومن المهم للغاية أن تكون الإدانة عامة حتى يتم محاصرة هذا العمل الشائن الذي ينم عن رغبة عارمة في الإساءة للإسلام من قبل مجموعة من رعايا الدنمارك، فهذه الإساءة هي الثانية من نوعها للنبي الكريم من الدنمارك، وهي ليست عملاً فردياً، بل ممارسة منظمة بإشراف حزبي؛ مما يبعدها عن الإطار الشخصي الضيق ويحتم النظر إليها على أنها فعل مقصود ومدبر. إن وقوف حزب دنماركي كبير وراء هذا العمل الشائن يعكس تدبيراً مقصوداً ضمن أجندة هذا الحزب للإساءة للإسلام، ومن الواضح أن هذا الحزب لا يراعي حرمة للأديان كما لا يراعي مشاعر آلاف المسلمين الذين يعيشون في الدنمارك، دعك من مليار ونصف المليار مسلم في أنحاء العالم. وتثير هذه الإساءة عدداً من الأسئلة، لعل أبرزها: لماذا الدنمارك بالذات؟ فهناك عملان أساءا للمسلمين في أقل من عام من هذا البلد.. وهل كان لرد الفعل الإسلامي القوي تجاه الإساءة الأولى ما دعا أناساً في الدنمارك إلى محاولة الانتقام؟ ولا يعرف، بصفة عامة، عن الدنمارك ارتباطات استعمارية سابقة بالمنطقة العربية أو بالعالم الإسلامي، وليست هناك أحقاد مترسبة نتيجة لأحداث تاريخية معينة، ولهذا فإن التساؤلات تطول حول الدوافع التي تدعو جماعات في الدنمارك إلى الإصرار أكثر من مرة على توجيه الإساءات للإسلام والمسلمين. وفي كل الأحوال فإن المسلمين مطالبون دوماً بالدفاع عن دينهم ومعتقداتهم، ويدرك الذين اجترحوا هذه الإساءات المدى الذي يمكن أن يصل إليه رد الفعل الإسلامي، وهم خبروا قبل عدة أشهر المقاطعة الاقتصادية الواسعة النطاق التي ميّزت ردود الفعل الإسلامية، وكيف أن الشركات الدنماركية خسرت مليارات الدولارات، وأن ذلك يمكن أن يتكرّر مجدداً. غير أن العالم ككل مطلوب منه أن يحكم بعدالة وموضوعية على هذه الأعمال الشائنة، وأن يتصدى بصورة جماعية لمثل هذه الإساءات؛ فالذين لم يتورَّعوا اليوم عن الإساءة للإسلام يمكن لهم غداً أن يتطاولوا على معتقدات آخرين، ولهذا فإن الذين يهمهم الحفاظ على حد أدنى من الانسجام بين المجتمعات الإنسانية مطالبون بالدفاع عن صيغة التعايش هذه وإبعادها عن المنغصات والمهددات الكبرى.
|
|
|
| |
|