| |
وجودها يحقق مجموعة من الاهداف الأنشطة الثقافية في الأندية الرياضية إلى أين؟!!
|
|
تظهر بشكل بارز فوق مقرات الأندية الرياضية اللافتات واللوحات التي تنص على أنه (نادٍ: رياضي، ثقافي، اجتماعي) وهنا يبرز سؤال كبير: هل ترجمت هذه اللافتات إلى واقع حقيقي؟!! إن الأهداف الرئيسة للأندية وبحسب اللوائح التي تنظم أعمالها تعطي الجوانب الثقافية والاجتماعية اهتماماً واضحاً يرمي إلى تنشيط الحركة الثقافية وتشجيع الشباب السعودي على تنمية مواهبهم واهتماماتهم المعرفية بما يسهم في دعم النشاطات الثقافية والعلمية في المملكة. من هنا تبرز أهمية قيام الأندية الرياضية بدورها في المجال الثقافي والعلمي وهو ما يضع القائمين على هذه الأندية أمام مسؤولياتهم الوطنية لدعم وتنشيط الحركة الثقافية وذلك من خلال تبني خطط وإستراتيجيات ثقافية تستثمر الإمكانات التي وفرتها الدولة في الأندية من جهة وتعمل على استثمار وتطوير مواهب وإمكانات الشباب السعودي من جهة أخرى. إن الملاحظ هو غلبة النشاط الرياضي في أنديتنا على ما عداه من الأنشطة، بل إن المؤلم حقاً هو أن بعض الأندية تهمل تماماً هذا الجانب في خططها العملية، مع أن في تراثنا الفكري والحضاري المقولة الشهيرة (العقل السليم في الجسم السليم) التي تكفي للتأكيد على الصلة الوثيقة بين الرياضي والثقافي، وإن كانت هذه الأيام بلا معنى بسبب كثرة استعمالها. إن الإنسان ليصاب بالحسرة وهو يشاهد التجهيزات الرائعة والإمكانات الكبيرة التي توجد في الأندية الرياضية وهي لا تستثمر بالشكل المطلوب ومن هنا فإن الأولى أن تتعاون الأندية الرياضية مع مؤسسات المجتمع المختلفة للاستفادة من هذه الإمكانات والتجهيزات فمن الممكن أن يتم التعاون مع الجامعات والمؤسسات الحكومية والأهلية والجمعيات العلمية لإقامة الندوات والمؤتمرات واللقاءات المتنوعة، ولو مقابل مبالغ مالية رمزية وفق ضوابط معينة. إن هذا الأمر سيؤدي إلى انفتاح النادي على مختلف شرائح المجتمع السعودي وبناء علاقة بين النادي وأفراد ومؤسسات المجتمع، وسيمكن الأندية الرياضية من المشاركة في دفع الحركة الثقافية في بلدنا مما يعود بالنفع على الجميع.إن وجود الأنشطة الثقافية في الأندية الرياضية يحقق مجموعة من الأهداف من أهمها: * الإسهام والمشاركة الفاعلة في الحركة الثقافية في المملكة بشكل عام ومواكبة النهضة التي تشهدها المملكة في المجالات الثقافية والفكرية. * مد جسور التعاون والتواصل بين النادي والجهات والهيئات المعنية بالثقافة والمعرفة. * تفعيل دور النادي في خدمة المجتمع والعمل على تحقيق أهدافه الثقافية والاجتماعية. * تهيئة البيئة المناسبة لاستيعاب الشباب المهتم بالثقافة والفكر والسعي إلى فتح قنوات معرفية تساهم في استثمار مواهبهم وإنتاجهم الإبداعي. * احتضان المواهب الشابة وتوجيه طاقاتهم الإبداعية نحو التميز، وتنمية الإبداع والابتكار وتنمية مهارات التفكير. * إبراز الدعم والمساندة المعنوية والمادية التي تحظى بها الأندية الرياضية من لدن المسؤولين وما يولونه من اهتمام ومتابعة لتفعيل دور الأندية في خدمة المجتمع. * العمل على تغيير النظرة النمطية السائدة عن الأندية الرياضية التي تختزل دور الأندية في النشاط الرياضي، والسعي إلى التأكيد على شمولية مهام الأندية للجوانب الثقافية والاجتماعية والرياضية. * وقاية شباب هذا الوطن من الانحرافات الفكرية والسلوكية. * غرس الشعور بشرف الانتماء إلى هذا الكيان العظيم بين جميع شرائح المجتمع. * نشر الوعي الثقافي وإثراء الفكر لصناعة جيل مثقف قادر على خدمة دينه ووطنه. إن الرئاسة العامة لرعاية الشباب يقع عليها مسؤولية كبيرة في هذا الجانب، ولا يعني نقل الشأن الثقافي إلى وزارة الثقافة والإعلام أن تقف وكالة الرئاسة لشؤون الشباب مكتوفة الأيدي، بل لا بد من القيام بالدور المطلوب تجاه شباب الأندية من خلال حث الأندية ومساعدتها على إقامة العديد من النشاطات المتنوعة، بشرط أن تكون غير تقليدية.ومع الاعتراف بأن هناك العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والاجتماعية في بعض أنديتنا الرياضية، إلا أن هناك عقبات كثيرة تقف حائلاً دون قيام كثير من الأندية بواجبها في هذا المجال، ولعل هذا يكون له مقال مستقل إن شاء الله. د. فهد بن علي العليان -وكيل عمادة المركز الجامعي للتعليم المستمر بجامعة الإمام alelayan@yahoo.com
|
|
|
| |
|