في هذا المنزل الصغير فتحنا الأبواب للغناء تركنا شجرة تطل من النوافذ مسحنا البلاط جيداً وأعدنا ترتيب الملابس في الدولاب غسلنا نبات الظل بالماء وأزلنا بيوت العنبكوت في الأركان المعتمة أجلسنا الشمس على المائدة كانت سعيدة حكينا لها عن الموت في منزل صغير في بلاد بعيدة فبكت كان الهواء جديداً والملاءات نظيفة وقمر شحيح يضيء الوجوه نمنا بعمق وكأننا لم نجرب النوم لمرة واحدة وفي الصباح صحونا الدماء في أكفنا ورائحة العفن في إجسادنا من أين جاءت كل هذه الجثث لتحتل الغرف المكتظة بالحياة وتتركنا في الخلاء لا بيت لنا
|