| |
طاش (14) إلى أين؟
|
|
أطالع في الجزيرة ما يُكتب عن مسلسل طاش ما طاش لأعقب فأقول: قبل ما يقارب الأربعة عشر عاماً، شدنا اسم مسلسل (طاش ما طاش) الذي أصبح خلال هذه الفترة وجبة أساسية للمتابع السعودي والخليجي خلال شهر رمضان خاصة، امتاز بجرأة الطرح في وقت كان الجميع يخاف من الحقيقة ومن مواجهة المشاكل بشفافية، فجاء الثنائي عبدالله السدحان وناصر القصبي بأسلوب مختلف في الطرح استطاعا من خلاله تسليط الضوء على كثيرٍ من المشكلات التي كانت تواجه المجتمع السعودي والخليجي بشكلٍ عام. وأكثر ما كان يميز ذلك المسلسل المحافظة واحترام ذائقة المشاهدين، آخذين في الحسبان أن أغلب شرائح المجتمع ستكون متابعة لهذا الحدث المهم، وننتظر جديد حلقاته بفارغ الصبر، فقد كان يحاول جاهداً الوصول لقلب الحقيقة، بأسلوب لا يجرح به ذوق المتابع أو يخدش حياء الشاشة، طيلة الثلاثة عشر عاماً الماضية. ولكن وفي عامه الرابع عشر، وبعد أن قرر فريق العمل الانتقال إلى حضن آخر يحتضن ما سيبثونه جاؤوا بأفكار مختلفة ولكن بنفس الشخصيات، مستغلين بذلك شهرة تلك الشخصيات بين أفراد المجتمع مثل شخصية (فؤاد) (حمود ومحيميد)، (هزار). المتابع لهذا المسلسل من بدايته في هذا العام بالتحديد، يجد أن هناك أموراً لا يمكن لشخص عاقل أن يتقبلها وخصوصاً في هذا الشهر الفضيل، ففي حلقة (توت بيروت) على سبيل المثال، نجدهم يستعرضون بكأس الخمر دون أدنى اهتمام لشعور المتابع ومن معه من أهل بيته، وزد على ذلك الاستعراض بنساء كاسيات عاريات وكأنهم نسوا وتناسوا بأننا في شهر رمضان المبارك. وفي حلقة الSMS، ظهروا وبكل وقاحة بشخصيات تشمئز منها النفوس وبكلمات وأساليب نحن في غنى عنها وعن شرورها، تلك الحلقة كانت بمثابة الدليل المرشد للعب بأعراض الناس، من الممكن أن يكون الهدف منها التوعية، ولكن سوء التصرف لازمهم في الطرح والتنفيذ. شاهدت تلك الحلقة وأنا مع أهل بيتي، صغاراً وكباراً، برأيكم ذلك الصغير وهو يسمع تلك الكلمات ويشاهد تصرفات، ألن يأخذه التفكير؟ ألن تؤثر في نظرته للحياة؟، بلى وربي فالطفل سرعان ما يتأثر بما حوله وخصوصاً الإعلام المرئي.
عبدالعزيز بن عبدالله الحمود
|
|
|
| |
|