نحن نملك طاقات ضخمة تصنع حضارة وأمجاداً وتبني صرحاً من العلم، لكنها وللأسف معطلة، فأغلبنا متخاذل متكاسل لا يعرف قيمة ذاته يقول دايل كارنيجي: (إنك شيء فريد في هذا العالم، إنك نسيج وحدك فلا الأرض منذ خلقت رأت أحدا يشبهك تمام الشبه، ولا العصور المقبلة سوف ترى شخصاً يشبهك تمام الشبه) لذا ضع بصمتك في هذا العالم الضخم.
فجر طاقاتك ولا ترم بالأعذار على الآخرين وكما قيل: المكتبات موجودة، والكتب موجودة، ومراكز الأبحاث العلمية موجودة، وخدمات الانترنت موجودة، ولكن في مكان مرتفع لا يصل إليه قصار الهمة والعقول.
نم ذاتك وطورها، اكتشف مواطن قوتك واستغلها ومواطن ضعفك وقومها، وتذكر دائماً قول الشافعي - رحمه الله -: إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل. أدرك الشافعي هذه الكلمات جيداً فبادر بأن اشتغل بالحق وحفظ القرآن وهو لم يتجاوز السابعة والموطأ وعمره 10 سنوات وأخيراً أفتى الناس وهو ابن السادسة عشرة سنة، هكذا أشغل نفسه - رحمه الله - فكر بم ستشغلها أنت؟! الميادين أمامك مفتوحة والمجال واسع ولا تنس قوله صلى الله عليه وسلم: (اعلموا فكل ميسر لما خلق له) جرب القراءة حدد لك برنامجا فيها، حدد وقته ومواضيعه، تعمق في بحار الحاسوب وتمرس فيه، تاجر، اشتغل بالعمل الخيري وستنال من الأجر العظيم والثواب الجزيل بإذن الله، اكتب قصة أو مقالة مرة واثنتين وثلاثا، أرسل بها إلى الصحف والمجلات، ارسم، ألف كتابا، تعلم لغة، ازرع، واعلم أن من لا يتقدم يتقادم، لا تلتفت إلى المحبطين والفاشلين ذوي الشخصيات الجوفاء يقول راجي الراعي: (همه الوحيد أن يملأ جوفه فكيف لا تكون له شخصيته الجوفاء) مثل هؤلاء كثير في مجتمعنا فلا هم له سوى الأكل والنوم والركض خلف أهواء النفس وملذاتها وهذا دعه يتخبط في حياته بلا أهداف ولا طموحات، أما أنت فكن راعياً لإرادتك تسوقها وتسيرها وليس العكس، وامض على طريق النجاح الذي لا يجد أي إشارات تحدد السرعة القصوى كما قال ديفيد جونسون وباسكال اتم أولى نجاحاته عندما اكتشف النظريات الهندسية الأولى وكان عمره آنذاك 12 سنة وفي عمر السادسة عشرة أتم نجاحه الثاني وكتب مقالة عن المقاطع المخروطية وأخيراً {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}(11)سورة الرعد.
ومضة:
إذا كان العمل رسالة الأحياء فإن العاطلين موتى.
|