| |
تفاحة في اليوم!! د. زيد بن محمد الرماني/عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود
|
|
جاء في لسان العرب لابن منظور: التفحة: الرائحة الطيبة. والتفاح: هذا الثمر معروف. وجاء في المصباح المنير للفيومي: التفاح: فُعَّال، فاكهة معروفة، الواحدة تفاحة، وهو عربي. يقول الأزهري: الجمع تفافيح، وتصغير التفاحة الواحدة تُفيفيحة. ويقال للمكان الذي ينبت فيه التفاح الكثير: المتفحة. جاء في القاموس المحيط للفيروز آبادي: والتفاحتان: رؤوس الفخذين في الوركين. وجاء في الموسوعة العربية الميسرة: التفاح اسمه العلمي: مالوس سلفسثرس أو باريس مالس. يتبع الفصيلة الوردية، موطنه أوروبا والأناضول وجنوب القوقاز وشمال الهند. ويزرع من أقدم العصور، يعتقد الغربيون أنه ثمرة الجنة المحرمة. شجرته كبيرة معمرة متساقطة الأوراق، تختلف أحجاما وألوانا فتكون خضراء أو صفراء أو حمراء، حلو أو مُزّ. وتنضج الثمار في الصيف والخريف، وللتفاح 7500 صنف خمسون منها فقط لها أهمية تجارية، ومن أشهر أصنافه العالمية: دلشص، أصفر، أحمر، جوناثان، كوكس أورانج، روم بيوتي، ونتر بنانا، وتؤكل الثمار طازجة أو مطبوخة أو معلبة. وتستعمل في الحلوى والفطائر ويعتصر من بعض الأصناف شراب يسمى سيدر. وتنجح زراعة التفاح في كثير من أنواع الأراضي. وقد زاد الاهتمام بزرعة التفاح عالمياً وفقاً لفوائده المتعددة. ففي أمريكا وحدها يزرع 300 نوع منه. وازداد الطلب عليه واستخدامه كعلاج للعديد من الأمراض، بعد أن أثبتت الدراسات والتجارب جدواه. والتفاح شجر مثمر من الفصيلة الوردية، شأنها شأن الكرز والبرقوق والتوت. يقال: إن اسمه (التفاح) معرّب من كلمة (توتا) الفارسية القديمة، ويسمى بالفارسية أيضا (سيب). وقيل: أصل اسمه من العبرانية ومعناه (المريح) وربما كان للاسم (المريح) علاقة بميزة في التفاح هي إزالة الشعور بالتعب. وفي اللغة الإنجليزية يطلق على التفاح اسم (apple) ولذا جاء في أمثالهم: An apple a day keeps the doctor away ومعناه: تفاحة في اليوم تبعد الطبيب بعيداً. وفي اللغة الفرنسية يطلق على البطاطا: تفاح الأرض، إلى جانب التفاح الفاكهة المعروفة. وفي بريطانيا شاع عندهم المثل الآتي: إذا تناولت تفاحة قبل الذهاب إلى السرير فستجعل الطبيب يتسول لشراء الخبز. وهناك أمثال ومقولات انتشرت في شتى المجتمعات من أبرزها: - تفاحة على الريق ولا طبيب. - خذ تفاحة باليوم تبعد المرض عنك دوم. - تفاحة واحدة كل يوم تمنع الطبيب من دخول البيت. - تفاحة في اليوم تغنيك عن الطبيب. - تفاحة في اليوم قد تبعدك عن طبيب الأسنان. التفاح عرفه قدماء المصريين والإغريق والرومان وأحبوه واستحدثوا العشرات من أنواعه، كما وصفه الهنود لعلاج السرطان، فيما استخدمت صلصلة التفاح علاجا شعبياً للإسهال، أما لحاؤه فقد استخدمه الصينيون لعلاج مرض السكر، وهذا ما جاء موافقا لاستنتاجات العلم الحديث، وقد استخدمه الناس في كثير من دول العالم. وقد قيل: إن شجرة التفاح أصلها من شرقي أوروبا وغربي آسيا، وإن موطنها الأول كان في (طرابزون) بتركيا، ثم نقلت إلى مصر، وزرعها (رمسيس الثاني) فرعون مصر في حديقته، ومن مصر انتقلت إلى اليونان، فأوروبا فحوض البحر المتوسط ثم انتقلت إلى مناطق أخرى. يقول الأستاذ أحمد قدامة في كتابه الرائع: (قاموس الغذاء والتداوي بالنبات): تاريخياً فإن التفاح كان يزرع منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، وقد شوهدت بذوره في خرائب بحيرة دويلز، وقد عرف الرومان (22) صنفاً منه. وقد أدخل الأوروبيون المستعمرون التفاح إلى أمريكا، فكثرت زراعته، ابتداء من سنة 1750م في المناطق العديدة ذات الأجواء المختلفة، لأنه يتحمل البرد ولا يعيش في المناطق الحارة، وقد كثرت أنواعه حتى أصبحت اليوم أكثر من ستة آلاف صنف مختلفة الحجم والشكل واللون، وتعتبر أمريكا أكثر الدول إنتاجا للتفاح وكذا كندا. خلاصة القول فإن التفاح شجرته وثمرته مشهورة وشائعة منذ زمن طويل، ذكرتها الأساطير والقصص الخرافية.
|
|
|
| |
|