يوسف الثقفي ومحاضرة (اليوم الوطني) بنادي الطائف الأدبي!

* الطائف - خلف القرشي:
لم تشهد المحاضرة التي ألقاها الدكتور يوسف الثقفي في نادي الطائف الأدبي بعنوان (اليوم الوطني) أي طرح جديد أو مختلف، فقد غلبت عليها النمطية والسرد التاريخي وكثرة الاستشهادات بما كتب عن المؤسس (الملك عبد العزيز) -رحمه الله- من شهادات من قبل عدد من المؤرخين دونما قراءة ثاقبة أو رؤية متعمقة في ما وراء تلك المواقف والأحداث. ولعل عنوان المحاضرة العام ذو الصبغة الشمولية (اليوم الوطني) هو أول ما يلاحظ عليها، فعنوان عام كهذا يفترض أن يغير من قبل محاضر أكاديمي أو من قبل القائمين على النادي ليكون أكثر تحديداً. عموماً هذا الوضع لم يستمر بعد المحاضرة حيث أثرت المداخلات والتعليقات - التي منح مقدم الأمسية الأستاذ محمد سعد الثبيتي أصحابها وقتاً مفتوحاً على غير العادة في مثل هذه المناسبات - أثرت الأمسية وأثارت قضايا عديدة تستحق فعلاً التوقف ومن أبرزها:
1- (تغييب اليوم الوطني) والتي أثارها الأستاذ حماد السالمي وقال: (كنت أتمنى من المحاضر التطرق لمسألة تغييب اليوم الوطني حتى عاد قبل عام واحد فقط! فمن المسئول عن هذا التغييب؟).
المحاضر رد على هذه المداخلة بأنه ليس من أصحاب القرار في هذا الصدد وأن حكمة الدولة في التعامل مع أي قضية تثير جدلاً بين مؤيد ومعارض تعتمد على التوسط والاعتدال وعدم المجابهة ومنح مزيد من الوقت للتقبل والاقتناع وعندما تحين الفرصة تتخذ القرار.
2- (منغصات الوحدة الوطنية): أشار لهذه المسألة الدكتور عالي القرشي الذي تمنى من المحاضر التطرق لمنغصات الوحدة الوطنية ومنها التصنيف والأحكام المسبقة والتعلق بمقولات غير متعمقة وهذا ما جرف فئة من شبابنا للإساءة للوحدة الوطنية وتعكير أمننا الوطني.
المحاضر في رده على هذه المداخلة نفى أن يكون لدينا أية منغصات للوحدة الوطنية وطالب الكتاب بالتخلي عن كلمات من قبيل (منغصات ? إشكالات).!!!
3- (كيفية استثمار المناسبة): طالب الدكتور بريكان الشلوي باستثمار هذه المناسبة ذكر أنها فرصة ذهبية للحوار والإصلاح وتجسيد معاني الوطنية في الأقوال والأفعال كما أنها فرصة للتضامن والاجتماع والتركيز على ما لدينا من قواسم مشتركة ونقاط التقاء لا اختلاف.
4- (الاستئناس بتجربة المؤسس في مجلسه) وهذه تطرق إليها الدكتور عايض الزهراني وذكر أن مجلس الملك عبد العزيز -رحمه الله- كان يضم شخصيات متنوعة من أبناء الجزيرة العربية والعالم العربي والأوروبي وذلك لقناعته بالاستشارة والحوار وتبادل الرأي والاستفادة مما لدى الآخرين من خبرات وأشار الزهراني إلى أن المؤسس لم يحقق منجزه الحضاري لوحده بل حققه معه مجموعة من الرجال في شتى المجالات.
5- (مكونات الوطنية): وهي من وجهة نظر الدكتور عبد الرحمن الأختر (ولاء وانتماء ومسؤولية) وطالب المنابر الإعلامية وكذلك منابر المساجد والجوامع بتوعية المجتمع بمفاهيم الوطنية ومقتضياتها.
المحاضر في نهاية الأمسية ذكر أن المداخلات أثرت المحاضرة حقاً وأكملت ما اعتراها من جوانب النقص والقصور.