| |
هل تصلح الثقافة ما أفسدته السياسة في الوطن العربي؟ السفير د. خوجة: المثقف يساعد على الإصلاح الاجتماعي والسياسي
|
|
* تقرير - شادي زاهد: هل تصلح الثقافة ما أفسدته السياسة في الوطن العربي...؟ سؤال كان لابد أن تكون الإجابة عنه متناثرة على العديد من المحاور السياسية والثقافية والاجتماعية. الخلافات السياسية العربية هي الأخرى متناثرة على العديد من الجبهات وهي خلافات لا حصر لها، ولا يوجد في الأفق دلائل على إمكانية وضع نهاية لها في القريب العاجل. في الستينيات الميلادية من القرن الماضي كانت الخلافات السياسية والثقافية على أشدها حتى منتصف السبعينيات، ثم أخذت في التحسن التدريجي، وشهد عقد الثمانينيات الميلادية حالة من الإصلاح السياسي والثقافي وانتشرت الأسابيع الثقافية بين الدول العربية بدعم سياسي، وفي مصالحة سياسية وجدت في الثقافة والفنون جسراً لا بد منه لاستكمال المسيرة السياسية العربية إقليمياً وعربياً وإسلامياً وفي مطلع التسعينيات. كانت الطامة التي أوجدها الغزو العراقي لجارته الكويت، وكانت النتائج انقسام بين الدول العربية أسفر عن معسكرين لكل منهما منهجه السياسي والثقافي! المهم الثقافة لم تعد ثقافة فكر ورأي، وتعددت أنواع الثقافات باختلاف آراء ومفاهيم المتبارزين ودخل الإعلام المرئي الفضائي الساحة ليزيد من حالة الغليان! السفير السعودي في لبنان الشاعر والدكتور عبدالعزيز خوجة لخص رؤيته لهذه القضية بالقول: الثقافة جزء مهم وحيوي في حياة الأمم ودور المثقف في أي بلد هو دور فعال، ويعتبر الدعامة الأساسية للإصلاح والمثقف هو الداعم لمسيرة الإصلاح الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. وترى الإعلامية اللبنانية ريتا الخوري أن هناك العديد من المثقفين الذين لعبوا أدواراً أساسية في تغيير نمط وتفكير المجتمع، وكان لأفكارهم مكانتهم واحترامها لكونهم كانوا يحملون هماً عاماً خاصة في المجتمع الأوروبي، وتضيف ريتا قائلة لقد تراجع دور المثقف في العالم العربي ربما لارتباط المثقف سلباً أم إيجابا بالسلطة، وربما هي الازدواجية التي تحكم عقولنا العربية أفرادًا ومثقفين، ومن خلال محاورتي لعدد من المثقفين العرب وجدت أن الخطاب الثقافي يتوجه بالدرجة الأولى والثانية والثالثة والنخبة. الخطاب الثقافي العربي عاجز عن محاكاة الجمهور الإنسان العادي الذي لا غنى لنا عنه، وهكذا يبقى الخطاب الثقافي في المستوى النظري. وعلق الإعلامي المصري محمود سعد: (ده كلام كان زمان وفات) لأن المجتمع العربي الآن يخلو من الثقافة أصلاً. وذكر رائد من رواد الحركة المسرحية الثقافية السعودية عمر الجاسر نعم تصلح إذا كانت ثقافة حقيقية ودون خطوط حمراء فهي تأتي قبل السياسة فبانتشار الثقافة وانتفاع الوعي الثقافي تلغى السياسة. وترى الصحافية والشاعرة اللبنانية هالة الخطيب أن الثقافة نتيجة تراكم تعاليم أكاديمية وحياتية تبنى على أساس شخصية صاحبها وإقباله وتقبله لتطور الحياة. أما السياسة فهي مصالح قد تكون وطنية أو شخصية والتلاقي بينهما يخلق العمل على توجيه الرأي العام، أما الثقافة فحاولت وتحاول إصلاح ما أفسدته السياسة وتفشل دوماً لكون بعض المثقفين هو لسان حال أو الناطق الرسمي باسم السلطة وليس باسم الحياة وضمير الشعب، وهناك قول: إن وظيفة الأديب أو المثقف المشاغب حتى تبقي الذاكرة يقظة لأن ذاكرة الشعب إذا نامت فعلى الوطن السلام، ومن هنا فإن الدول العربية التي تتدخل فيها السياسة حتى في العمل الفني والثقافي وليس العكس تحتاج إلى إعادة نظر في مفهوم الثقافة التي تبني الوطن، وتشيد هالة أخيراً بالمحاولات الجادة للمثقفين ولكن سياسة أو تسيس المثقفين يحول دون إتمام رسالة الثقافة. ويرى الشاعر السعودي ضياء خوجة بالتأكيد حيث إن الملتقيات الثقافية بين الدول والتعاون بين الدول من الناحية الثقافية والفنية ليس لها أي علاقة سياسة بين الدول حتى لو كان الوضع السياسي متوترا بين الدول، فالثقافية تقوم بدورها في المجتمع وبين أفراده.
|
|
|
| |
|