| |
شرقنا العربي..وشرق أوسطهم ندى الفايز
|
|
كنت أظن - فيما كنت أظنه في السابق - أن الولايات الأمريكية المتحدة تلعب بالنار، لكن التصريحات المتعاقبة لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس لخصت الأحداث التي تمر بها المنطقة بأنها -وعلى حد زعمها- مخاض لشرق أوسط جديد، ومع استمرارية أطروحات الإعلام الأمريكي بأنواعه المسموع والمرئي والمكتوب بطرح طال رسم الخرائط الجغرافية وتقسيمات عجيبة وتحقيقات صحافية غريبة قطعت دابر الشك باليقين وتأكدت فعلياً أن الأمريكان يلعبون بالنار!! من جهة العموم يشير الغرب إلى الشرق العربي (الذي يقابله المغرب العربي) بالشرق الأوسط؛ نظراً لوجود الكيان الإسرائيلي وتعذر إمكانية تسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة، وعليه أطلق علينا مصطلح الشرق الأوسط، عوضاً عن الشرق العربي، وأصبحت تلك التسمية فيما بعد ضمن الخطاب الاختزالي للعرب، وأثناء أحداث لبنان الأخيرة صرحت الآنسة رايس وزيرة الخارجية الأمريكية بأن هناك شرق أوسط جديدا ولا يخفى على أحد أن الفارق شاسع بين الشرق الأوسط الجديد ولبنان الجديد الأمر الذي يكشف بالوقت نفسه خارطة العقلية السياسية للوزيرة (اللطيفة) التي زفت الخبر للعالم العربي متجاوزة الحدود الجغرافية والمساحة الضيقة للبنان الشقيق حتى طالت المنطقة بالكامل. الأمر الذي يعني الكثير والكثير، ولن أقف طويلاً أمام الدلالة المرعبة لتلك التسميات رغم تعددها خاصة وأنها شبيهة أو بالأصح قريبة إلى ما طرحه شمعون بيريز رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق في كتابه الذي يحمل اسم (الشرق الأوسط الجديد) كما أنه مازال ماثلا في الأذهان تصريح وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولين باول في زيارة سابقة للمنطقة العربية عن وجود شرق أوسط كبير يضم في طياته كافة الدول الممتدة من باكستان شرقاً وحتى المغرب ثم غير الوزير الأمريكي الأسبق الاسم في زيارة أخرى للمنطقة وأطلق عليه الشرق الأوسط الواسع. ولا أدري هل شرقنا العربي هو شرق أوسطهم المخطط له أن يكون: كبيرا أو واسعا أو صغيرا أو (أم) أن الإدارة الأمريكية والعاملين (اللطفاء) بها كلما وجدوا أنفسهم في ورطة قدموا اسماً جديدا للمنطقة العربية حتى تنشغل الماكينة الإعلامية الأمريكية بهذه الحروب الباردة عوضاً عن الانشغال بالحروب الساخنة التي تؤكد أن أمريكا (اللطيفة) تلعب بالنار حتى في الحرب الباردة التي تسبق عادة الحروب الساخنة التي من المستحيل لها أن تستمر فعلياً على المتوسط إلى طويل المدى خاصة بعد أن فشلت أمريكا في العراق بشهادة الأمريكان أنفسهم. أحد الإعلاميين الأمريكان طلب مني المشاركة حول موضوع الشرق الأوسط الجديد الذي يعد حتى الآن من المواضيع الساخنة واعتذرت عن المشاركة لأني وببساطة شديدة لن أستطيع أن أرفع غباوة أو حتى أزيل غشاوة في موضوع كهذا، أضف إلى ذلك أني لا أدري ما الجديد في الشرق الأوسط الجديد الذي يتحدثون عنه ويرسمون خرائطه. وبصراحة مشكلة الشعب الأمريكي (اللطيف) ابتداء من القابعين بالبيت الأبيض وحتى رجل الشارع البسيط يعتقدون أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد بمثابة رئيس مجلس إدارة العالم ويتصورون كذلك أن العرب شعوب مهيأة لهز الرؤوس بالموافقة ولن تتأخر عن دخول بيت الطاعة الدولي (الأمم المتحدة) إذا ما طلب منها، هذا إن لم تسارع وتدخله باختيارها وتقبل بسياسة أمريكا الجديدة التي أصبحت - على حد زعمها - تركز على الديمقراطية على حساب الاستقرار (بعد) ما كانت في الماضي تركز على الاستقرار على حساب الديمقراطية. وقطعاً لم يبق سوى التذكير.. أن العديد من الفعاليات والمناشط الأمريكية أخذت تحذر وتنذر من خطورة فتح جبهات قتال أمريكية في دول العالم سواء كانت شرق أوسطية أو غير شرق أوسطية، ومعروف أيضاً أنه وعلى مر التاريخ لم يكتب الاستمرارية للدول التي تركز على السياسة الخارجية وتهمل الداخلية خاصة بهذا الشكل غير المسبوق أو المقبول من أمريكا أو غيرها.
nada@journalist.com |
|
|
| |
|