أضواء
أجندة صناعة الفتنة في العراق (5)
جاسر عبدالعزيز الجاسر

أكدت الجريمة الجديدة التي ارتكبت ضد عائلة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي اغتيل شقيقه الثالث صباح أمس الأول الاثنين في منزله في محلة الصليخ، فقد اغتيل الفريق الركن عامر الهاشمي المستشار العسكري لرئيس الجمهورية، وهو ثالث شقيق يغتال لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي أمين عام الحزب الإسلامي العراقي، وقد اغتيل قبله شقيقه المهندس محمود الهاشمي الذي يعمل تاجراً في الأجهزة الكهربائية، ومن ثم اغتيلت شقيقتهم ميسون الهاشمي في حي الإعلام، وتشغل ميسون الهاشمي رئاسة المكتب النسوي في الحزب الإسلامي.
جرائم الاغتيال الثلاث الموجهة لعائلة السيد طارق الهاشمي، يُقصد بها إسكات صوت الزعيم السني الذي يجاهر بالدعوة والعمل على تسريع إنهاء الاحتلال الأمريكي، وتأتي هذه الجرائم لتؤكد تورط فرق الموت التي تستعمل آليات وملابس الشرطة في تنفيذ أجندة إشعال الفتنة، وإسكات أصوات المنادين بإنهاء الاحتلال، فبالنسبة لجريمة اغتيال الفريق عامر الهاشمي، فقد جاءت الجريمة بعد تكليف الفريق الهاشمي بوصفه مستشاراً عسكرياً لرئيس الجمهورية بوضع دراسة لتعويض انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق، والكيفية التي يجب التعامل بها مع وجود المليشيات الطائفية ونزع سلاحها المصوَّب إلى العراقيين.
هذا التكليف الذي أُنيط بالفريق الهاشمي وقيامه بدوره، إضافة إلى إرهاب شقيقه نائب رئيس الجمهورية المعارض الصلب لوجود قوات الاحتلال، كما أنه يمثِّل الرمز السني المستهدف من قِبل فرق الموت والميليشيات الطائفية التي تؤكد كل يوم مسئوليتها عن جرائم إشعال الفتنة وعمليات الاغتيال الإرهابية الموجهة ضد أهل السنة، مثلما حصل في عملية اغتيال الفريق عامر الهاشمي حيث وصلت عشر سيارات تابعة لوزارة الداخلية تحمل عدداً من الرجال الذين يرتدون أيضاً ملابس مغاوير الشرطة، فاقتحموا منزل الفريق في حي الصليخ السني وقاموا بقتل المكلّفين بحراسة المنزل، ثم دخلوا إلى منزل الفريق وأردوه قتيلاً، ثم قاموا باختطاف ابنه في واحدة من أبشع الجرائم وأكثرها تأكيداً على دور فرق الموت واستغلال آليات وملابس الشرطة لتنفيذ مخططاتها الإرهابية..
والسؤال: هل يُصدق أن وزارة الداخلية لا تعلم عن هذه الفرق وهي التي نشأت في عهد وزيرها السابق وتحت رعايته وتستعمل مقرات تخضع لحماية قوات الاحتلال الأمريكية...؟!!
غداً نبحث عن الإجابة.