| |
السبت 10 رمضان 1393هـ - الموافق 6 أكتوبر 1973م - العدد 721 كلمة مسموعة
|
|
الإصلاح والتوجيه وكلمة الحق منابع ثرّة تأتي من نفوس خيّرة وشخصيات كريمة.. ويؤمن بالإصلاح والحق والتوجيه أناس نذروا انفسهم وجهودهم لهذا السبيل، فكانوا في أقوالهم أسوة، وفي أفعالهم قدوة.. ومن هؤلاء الفضلاء الذين تحلوا بعلم وعمل وجهر بكلمة الحق الهادفة (الاستاذ عبدالعزيز المسند) الذي له في الإذاعة كلمات مسموعة مرغوبة.. وفي التليفزيون مجالات محبوبة.. وفي الصحف مقالات وكلمات قوية تقع في النفوس موقع المطر على الارض الخصيبة.. ومن هذه الكلمات الطيبة ما قرأته بالامس في (الجزيرة) الجريدة، في العدد 716 في 4 رمضان المبارك عام 93 تحت عنوان (عالجوا هذا الداء.. أوقفوا حفلات الزواج). والكلمة في صراحتها أوضحت الداء والدواء معا، ونادى الشيخ عبدالعزيز بأن تتدخل الدولة بإيقاف الحفلات الظاهرة وأن تحدد الحفلة بأربع ذبائح. ويرى فضيلته أن تشكل لجنة تشرف على ذلك اشرافا دقيقا لا يفلت منها مجامل أو متحامل. ويقول الشيخ عبدالعزيز: لقد عمت المشكلة واستفحلت وتركزت في هذه الحفلات التي تقام بمناسبة الزواج وما يتم فيها من إنارة وحفلة وموائد لا تؤكل غالبا. ويقول الشيخ كلمات أخرى تحمل معاني جميلة. وتنفيذ اقتراحه - ولا شك - سيضرب على أيدي أولئك المسرفين من جانب، ومن جانب ثان سيكون رداً وعوناً وسنداً وتوفيراً لأولئك الذين يسيرون في ركاب الآخرين حياء وخجلا.. وألا يقال إنهم تقاعسوا. وإن مما يحز في النفس ويؤلم أن هذه الولائم التي تقام وتنحر فيها مئات الخراف والشياه وتصرف فيها الألوف من النقود على تلك الفواكه والأنواع الأخرى من المأكولات والمطاعم لا تعود بالنفع على الاسرتين وانما هو مال يذهب هباء وكأنه يرمى في البحر مع ما يكبَّل (بفتح الباء) به الفقير من الديون التي ليس لها لقاء. وإذا كان كل مخلص يلتقي مع الشيخ (المسند) في هذه الصرخة الصريحة والكلمة الهادفة حول هذا المال المضيع والثروة المهدورة التي تحدث عنها المصلحون ونادى بالإصلاح فيها المخلصون فإن الدولة فكرت فيه يوما ما والفكرة مختمرة والدراسة فيما أتذكر برئاسة الأمير سلمان بن عبدالعزيز.. ولسماحة المفتي رحمه الله رأي في ذلك ولا تحتاج الفكرة إلا إلى نبش فتنفيذ.. وناهيك بفكرة تولاها سماحة المفتي وسمو الأمير سلمان ومجموعة من المفكرين المخلصين. وقد أضيف إلى نظرة الشيخ (المسند) أنه لا حاجة إلى الذبائح إطلاقا، بل يكتفي بالعصير من الشراب والتضميخ بالطيب وشمّ العود، وليعود لهذه - العصير والطيب والعود - مكانها، فقد كادت أن تقضي عليها هذه التكاليف الباهظة التي ينوء بها الفقير والمعوز الذي قد يعدل عن تكملة نصف دينه لهذه الأحمال التي أصبحت حجر عثرة في طريق الأخيار وذوي الدخل المحدود.. والعدول عن الزواج بين الشباب كارثة لها أبعادها. إن العقل والمنطق يدعونا الى تدبير مصالحنا وتنفيذ ما فيه تمتين اقتصادنا وبناء بيوتنا بأموالنا التي قد تذهب هدرا في مجاملات وعادات وافدة لم تكن معروفة فيما مضى من سالفينا الذين يسيرون على سنة الذي ينهانا عن الإسراف ويحضنا على الاعتدال في كل الأمور.. وعلينا أن نكون سويا في محاربة هذا الداء الوبيل بالحكمة أحيانا والقوة حينا لتوفر هذه الذبائح والمأكولات والفواكه في هذه الآونة التي استحكمت فيها أزمة الغلاء وعمت فيها هذه الموجة التي عصفت بذوي الدخل المتوسط والمتدني، وحاولت الدولة أن تعالجها بهذه الزيادة في الرواتب والمعونات، ولكن من علاجها القضاء على مثل هذه الأمور التي لا تعود بنفع ولكنها تهدم الاقتصاد وتقضي على الثروات وتترك أثرا سيئا على البيوت والأسر والمجتمعات.. ولنا الأمل كل الأمل في القادة والمصلحين في عصرنا الفيصلي الزاهر أن تعالج هذه الأمور علاجا ناجعا يكتسح أمثال هذه العادات والتقاليد التي لا تمت إلى مجتمعنا بصلة. هذا، وشكرا للأستاذ المسند الذي كان لكلمته وقعها في النفوس، التي أوجدت وأثارت في المجتمع وبين المفكرين استحسانا وتقديرا وامتنانا.
بقلم: عثمان الصالح
|
|
|
| |
|