نتمنى أن يأتي اليوم الذي تصبح مدارسنا كلها مبنية أساساً لتكون مدرسة بدلاً من حلولنا المؤقتة، ومن هذه الترقيعات التربوية في مجتمعنا إن أمتنا أول ما نزل عليها من تشريعها كلمة (اقرأ) حتى تشعر بأهمية العلم، إن مجتمعا خص بأن أنزل عليه قوله تعالى: {ِإنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} وليس من أولوياته تعليم أبنائه تعليماً نموذجياً. أعرض لكم الحال في المدرسة التي أديرها وهي عبارة عن مبنى مستأجر أعد أصلا لتسكنه عائلة مكونة من عشرة إلى عشرين شخصاً. عمره الافتراضي قد انتهى منذ زمن، إذا جاء الصيف أحرقنا بلهيبه وإذا جاء الشتاء آذانا زمهريره، وهؤلاء الطلاب المساكين هم الذين يدفعون ضريبة ذلك المبنى المستأجر، مللنا من الحلول المؤقتة فالأحياء مكتملة بيوتها ومعمرة مساجدها ومزدهرة أسواقها ووارفة حدائقها أما مدارسها فمتخلفة عن ذلك كله؛ لذلك نرجو من وزارة التربية والتعليم أن يعطيها ما تستحقه من عناية واهتمام ونحن متفائلون ونحن نلمح في الأفق بوادر الأمل وعوارض الغيث وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
يوسف إبراهيم المعيط/ الرياض
|