| |
لماذا هذه الضجة ومسمّى معلم ينسحب على المشرف؟
|
|
شد انتباهي في عدد الجزيرة 12406 تعقيب الأخ فهد بن عبد الرحمن السالم على ما كتبه الأخ عبد الرحمن القحطاني حول تحويل بعض المشرفين التربويين إلى معلمين، وقد استغربت أشد الاستغراب من طرح الأخوين الكاتب والمعقب على هذه النظرة الدونية للمعلم وكأن المعلم مهنته مهنة محتقرة في نظر الأخوين لأن المشرف حُول من رتبة عليا إلى رتبة دنيا فأُصيب بالحسرة والإحباط بسبب هذا التحول. إنه لمن المؤسف أن تصدر مثل هذه الآراء غير الموفقة من رجال التربية والتعليم عن عمل المعلم فينظرون إليه بهذا المنظار السيئ وأن المشرف التربوي أرفع درجة وأعلى مكانة من المعلم.. إن عمل المعلم من أشرف وأنبل المهن.. لماذا هذه النظرة القاصرة لعمل المعلم؟ أليس هو الذي يتخرج من تحت يده العالم والطبيب والمهندس اللهم إلا إذا كان البعض ينظر إلى الإشراف التربوي على أنه مركز للتسلط على المعلمين أو أنه وسيلة للانفلات من ربقة الدوام والتملص منه باعتبار أن عمل المشرف ميداني وعدم ارتباطه بالعمل. يا من تنتقدون وزارة التربية والتعليم على هذه الخطوة التصحيحية والقرار الصائب على رسلكم هذا هو عين الصواب. إن المدارس تعاني من عجز بعض التخصصات مع العلم أننا إذا رجعنا إلى الكادر التعليمي لوجدنا أن مسمى (معلم) يشمل المعلم ومدير المدرسة ووكيلها والمشرف التربوي والمشرف الطلابي.. الكل تحت مسمى واحد وله مكافأة التدريس، إذن لماذا يأنف المشرف التربوي من الرجوع إلى التعليم أليس هذا هو مسمى وظيفته، أضف إلى ذلك أن كثيراً من المشرفين التربويين في وقتنا الحاضر هم صغار سن ويفتقرون إلى الخبرة التربوية لكن الإشراف عند بعضهم أصبح غاية وليس وسيلة لإكساب الخبرات بل غاية للاسترخاء والاستجمام ولهذا يأنفون من الرجوع إلى الفصل وطلابه مرة أخرى لأنه يفقدهم ميزة ذاقوا خلالها الراحة والترهل. وإنني في هذا المقام أقترح أحد أمرين: 1) إما أن تلقي الوزارة مكافأة التدريس عن المشرفين التربويين أسوة بالمشرفين الإداريين لأنهم بعيدون كل البعد عن الاحتكاك بالطلبة كالمعلم والمدير والوكيل والمرشد ولترى من يثبت منهم ومن يصدق في حبه للإشراف التربوي. 2) أو أن تلغي الإشراف التربوي وتكتفي عنه بمشرف مقيم من معلمي المدرسة ويُعطى نصف نصاب ويكون الاختيار من المعلمين القدامى والمشهود لهم بالكفاءة والخبرة التربوية لأنك لو استعرضت آراء المعلمين حول مدى استفادتهم من خبرات المشرفين التربويين لهالك أمر الإجابة على ذلك فإذن يكفي تحسُّراً على أيام قضاها المشرف التربوي في الإشراف.
سليمان بن عبد الله الزيد/ بريدة
|
|
|
| |
|