| |
رمضان.. والبحث عن خادمة د.سهام العيسى
|
|
تقول محدثتي: توقفت عن الحديث......... الذهول سيطر علي، طلبت منها أن تعيد ما قالته لأنني لم أستوعب..... شككت بنفسي من يا ترى على الطرف الآخر: كوندليزا رايس لا لا قد تكون الملكة إليزابيث أم أنها هيلاري وهي تستعد لحملتها الانتخابية. ردت بكل تعالٍ: (شوف أنا ما في وقت فاضي عشان أنت مطبخ بس برمضان 1800 أنت يبغى أهلا (وسهلا) ما يبغى مع السلامة). وتكمل محدثتي بأنها لولا الحاجة ومرضها لم تستمر في التفاوض معها والذي انتهى بطلب من السفيرة عزيزة بترك رقم التليفون والاتصال مرة أخرى قبل رمضان بثلاثة أيام إذا لم يطلبها بسعر أعلى وأنه إذا أرادت التفاوض على الراتب فإنه لن يكون أقل من 1800 ريال. السوق السوداء للعمالة ظاهرة بدأت تتفشى في مجتمعنا بعد مسلسل الهروب المنظم للعاملات المنزليات.... هذا الهروب بكل سلبياته كان مبررا (للعديد من العوائل للتعامل مع سماسرة هذا السوق وخصوصا) في رمضان إما نتيجة لمرروهم بإحدى حلقات مسلسل الهروب أو أن يكون المبرر هو الخوف من هروبهن على الرغم من العقوبة التي يتعرض لها المتسترون حيث يغرم المتستر على الخادمة القادمة بقصد العمرة بنحو 10 آلاف ريال بينما يغرم المتستر على الخادمة الهاربة ب5 آلاف ريال. أن أسباب الهروب فعديدة: منها المعاملة السيئة لها في المنزل. حقيقة قد توجد حالات عديدة لسوء المعاملة ولكن هذا أحد الأسباب وليس هو الأساسي، والأبرز هو ظهور سماسرة السوق السوداء من عمالة ومواطنين حيث يقومون بتشجيع الخادمة على الهرب وتسهيله لها وإيجاد مأوى لها وبما أن هدف الخادمة الأساسي لترك بلدها هو جمع المال فإن تزيين الربح وزيادة الراتب هو أهم الدوافع للكثيرات منهن للهروب والتعامل مع هؤلاء السماسرة والبعض منهن تستمر في عملها كخادمة أو أنها توظف في بيوت الدعارة التي تفشت بفعل أولئك السماسرة فكم هي الصباحات التي قرأنا فيها عن اكتشاف وكر من تلك الأوكار التي بدأت تتفشى بفعل أولئك السماسرة، هؤلاء السماسرة الذين سيطروا على سوق العمالة المنزلية وخططوا بمكر ودهاء للسيطرة على سوق العمالة فأنشؤوا لهم مراكز إيواء وبيوت لتجمعهم وهنا ينبغي مراقبة والتشديد على عملية تأجير البيوت والشقق خصوصا (أنه بدأت ظاهرة تجمع هذه العمالة بشقق للتسلية والاجتماع مع بعضها مما سهل للكثيرات الهرب وكذلك تنوعت وسائلهم التحريضية للهرب إلى درجة أن أحد هؤلاء في شرق الرياض كان يوزع منشورات من تحت أبواب المساكن بلغات مختلفة تحرض الخادمات على ترك كفلائهن، وكذلك قيامهم بتسهيل طرق الهرب وحتى بعض العاملات الجديدات اللاتي لا يعرفن البلد يأتين وفي نيتهن الهرب لذا تجد الكثيرات منهن بعد أسبوع أو عشرة أيام يختفين تماما) إما أن يكون معها كروكي للمكان الذي ستهرب إليه أو أرقام هواتف لمن ستلجأ إليه والمصيبة عندما يكون الهروب جماعيا من بيت واحد أو حارة واحدة. هذا المسلسل تستمر حلقاته الدرامية حيث إنها بعد هروبها تصبح في وضع اجتماعي آخر فتتغير الأسماء إلى توتو، ونانا ووو أو أم فلان وعندما تأتي للعمل كمتعاقدة بصورة غير نظامية فهي تعامل بود وحفاوة وتملي شروطها من إجازة وساعات العمل بالإضافة إلى أن أجرها يكون مضاعفا) ويتم تنقلها من بيت إلى آخر حتى إذا قررت أن تعود إلى أهلها سهلت عملية القبض عليها، وبعد طول انتظار يأتي صوت عبر الهاتف للكفيل المسكين، يبلغه بالقبض على خادمته وهنا يطالب بدفع أجور سفرها. البعض يرفض وهذا من حقه. إن ترحيلها إلى بلدها في الوقت الذي اختارته هو هدية ثمينة لها لذا أعتقد أن هذا الوقت المناسب لعقوبتها ولحماية البلد فيجب أن تسجن وأن تعوض الكفيل المسكين عن خسائره من أرباحها وإذا لم تكن تملك مبلغ التعويض ترغم على العمل وتدفع للكفيل جزاء خسارته وأن يكون هذا ضمن شروط العقد المبدئي وذلك حتى نضمن حقوق المواطن المسكين. إن مسلسل الهروب يستنزف الكثير من الثروة المالية للمواطن والبلد فحسب ما أشارت إليه دراسة نشرت في صحيفة اليوم السعودية الثلاثاء 30-5-2006 فإن أرقام خسائر الكفلاء تقدر بمليون ريال سنوياً وقدرت الدراسة المبالغ التي تنفق على استقدام الخادمات إلى المملكة العربية السعودية بنحو41 مليار ريال. وقال الباحث سلمان القمري في بحث أصدره مؤخرا: إن خسائر هروب الخادمات من الكفيل تقدر بحوالي 38 مليون ريال سنوياً. وأشار البحث إلى أن النمو السنوي في معدلات استخدام الخادمات يصل إلى 14 بالمائة وهذا يدل على مدى المتاعب التي يتكبدها الكفيل جراء ذلك من فقدانه حقوقه حيث يدفع الكفيل ما يزيد على 6000 ريال قبل وصول الخادمة إليه، وبعد أن تصل الخادمة ما تلبث أن تهرب من بيته، ثم لا يجد بعد ذلك تعويضاً من أي جهة. وهنا يجب علينا التوقف لأن هذا الإهدار المالي هو استنزاف للبلد وعلى مدى سنوات فإذا لم يكن هناك حلول نهائية وقاطعة لهذه المشكلة فإننا سنجد أنفسنا تعرضنا إلى استعمار مبطن من قبل تلك العمالة فهي تعمل كالأخطبوط وتخطط بهدوء. إن تكاتفنا جميعا (في محاربة هذه الظاهرة واقتلاعها من جذورها أمر ضروري وأول خطوة هي زيادة وعي المواطن بخطورة الاستعانة بهذه العمالة؛ لأن من تلجأ إليها قد تكون خادمتك التي هربت يوما ما) لذا يجب أن لا نتعامل معهن حتى لا نشجعهن على الاستمرار وكذلك إبراز خطر التعامل مع تلك الغريبة التي تدخل بيتك من دون شهادة صحية فإحدى الحالات التي أعرفها تماما كانت العاملة مصابة بالإيدز ولم يتم اكتشافه الا بالصدفة إضافة إلى زيادة عقوبة التستر فخمسة آلاف لا تكفي لحل المشكلة. كذلك لا ينبغي إلغاء دور مكاتب الاستقدام عند حد جلب العمالة ومتابعتها ثلاثة أشهر بل يجب أن تكون مسؤوليتها الاستمرار في المتابعة إلى وقت ترحيلها وبذلك نضمن حسن المعاملة للخادمة وكذلك نضمن عدم هروبها، ويجب أيضا مراقبة المبالغ التي تقوم بتحويلها وتكون بمتابعة المكتب أو الكفيل. الحلول الجذرية هي المطلوبة فالمأساة كبيرة ونحن نتعامل مع مافيا منظمة والخسائر كبيرة ماديا (ومعنويا) ومآسي المواطنين كثيرة خصوصا (المرأة العاملة في هذا الشهر الكريم والحكايات لا تنتهي في ثلاثين ليلة وليلة بل تطول وتطول خصوصا) في ليالي رمضان، وعساكم من عواده؟
Seham1426@yahoo.com |
|
|
| |
|