مشاعر إنسان
د. إبراهيم عبدالرحمن القاضي - كبير المستشارين في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات

أبدأ كتابة هذه الخواطر يوم السبت 1 رمضان 1427هـ وأنا أتماثل للشفاء في وحدة العناية المركزة في مركز القلب والكبد بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض التابعة للحرس الوطني، وذلك بعد إجراء عملية قلبٍ مفتوح قبل أربعة أيام، وهي مشاعر شكر وتقدير وعرفان بالجميل لجميع من ساعدني في اجتياز هذه المرحلة الصعبة.
وأبدأ بالجرّاح البارز الدكتور هاني نجم وفريقه الجراحي الذين تولّوا إجراء العملية الجراحية، وأخص بالذكر منهم أولئك الذين لم يروني إلا في غرفة العمليات جسدا ً مخدّرا ً وأجهزة بيولوجية تعمل وتتوقف، ولم أحظً بشرف التعرف عليهم أو التحدث إليهم، أولئك الذين عرفوا جسدي ولم يعرفوا روحي: أهدي لهم جزءا ً من روحي وأدين لهم - بعد الله- بحياتي.
وأتقدم بمشاعر الامتنان الصادق إلى الفريق المتميّز في وحدة العناية القلبية المركّزة من الأطباء والممرضين والأخصائيين الذين استقبلوني في أحرج لحظات ضعفي الجسماني حين لم أكن أعي ولا أتحرك ولا أتحدث ولا أستطيع حتى الشكوى أو الأنين. لقد أعادتني هذه الأنامل الحانية والعناية الطبية الفائقة والاهتمام الإنساني الشخصي - في أقل من أربعة أيام - إلى إنسانيتي المعتادة، فلهم مني الشكر والتقدير. وأنا على يقين أنهم يدركون أن أعظم مكافآتهم هو إحساسهم بالرضا والإنجاز وهم يرون المرضى يتماثلون للشفاء على أيديهم، والمشاعر الحقيقية للمرضى وأهاليهم نحوهم بالفضل والامتنان.
كما لا أنسى الجهود الموفّقة للدكتور أحمد دماس الغامدي وفريقه الطبي الذي تابع حالتي خلال أكثر من عامين ونصف سواءً داخل المركز أو في العيادات الخارجية وأوصى بإجراء العملية في الوقت المناسب.
ولابد من الإشادة بالجهود العظيمة للإدارة العليا في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية والشؤون الصحية بالحرس الوطني فالإدارة الجيدة الفعّالة هي السر وراء كل نجاح، وأخص بالذكر هنا الدكتور مؤيد عبدالله الزيبق مدير مركز طب وجراحة القلب واستزراع الكبد الذي تابع مراحل علاجي خلال أكثر من عامين.
والشكر موصولٌ كذلك إلى منسوبي الأقسام المتخصصة المساندة داخل المركز وخارجه من الأشعة والمختبر والقسطرة والصيدلية والعلاج الطبيعي وغيرهم كثير من الجنود المجهولين الذين لا أستطيع معرفتهم جميعاً فضلاً عن تعدادهم، ولكني أدرك وجودهم وأعرف أن الإنجازات العظيمة لهذا الصرح العملاق لا يمكن أن تتحقق لولا اهتمامهم وجهودهم.
فإلى هؤلاء جميعاً مشاعري الصادقة بالشكر والامتنان. ومهما استخدمت من كلمات فهي لا تعبر بشكلٍ كافٍ عمّا أكنه من أحاسيس، ولكن حسبي أنهم يدركون أنها مشاعر حقيقية من إنسانٍ بسيط في التعبير عن نفسه، مع إدراكه لعجز اللغة عن ترجمة الأحاسيس إلى كلمات.
أنهي كتابة هذه السطور يوم السبت 8 رمضان من منزلي وأنا أستمتع بالحياة - بفضل الله - بين زوجتي وأبنائي وأعيش محاطاً بأهلي وأصدقائي وأحبائي الذين أرى في وجوههم السعادة بعودتي إليهم سليماً معافى، وأقرأ في عيونهم مشاعر الامتنان والدعاء لكل من ساهم في نجاح العملية وتقديم الرعاية الطبية المتفوقة لي أثناء إقامتي في المستشفى. والله من وراء القصد.