مقتل جندي من حلف الأطلسي في الجنوب
ذكرى بدء الحرب في أفغانستان.. خمسة أعوام من الخوف والفشل

* كابول - وكالات:
خمسة أعوام مضت منذ أن أصبحت أفغانستان هي الهدف الاول للحرب التي شنتها الولايات المتحدة على الارهاب. ففي مثل هذا اليوم من عام 2001 والذي شهد بداية للقصف الامريكي والبريطاني لهذا البلد، قال الرئيس جورج بوش رئيس الولايات المتحدة: (الآن ستدفع طالبان الثمن.. السلام والحرية سينتصران). والآن، وعلى الرغم من ذلك، يتصاعد القلق في الغرب من أن الحرب في أفغانستان ربما تكون قد فشلت. فنظام طالبان الذي كان يحكم أفغانستان دفع الثمن بالفعل بالاطاحة به من سدة الحكم، إلا أنه بدأ منذ ذلك الحين يجبر الغرب على دفع الثمن بدوره من خلال استراتيجية يمزج فيها بين هجمات حرب العصابات والعمليات التفجيرية. فعلى سبيل المثال ارتفع عدد التفجيرات الانتحارية، التي لم تكن عمليا معروفة قبل الحرب في أفغانستان، بصورة كبيرة ليصل إلى60 تفجيرا هذا العام. وأدت التفجيرات التي وقعت منذ بداية العام الجاري وحتى الآن إلى مقتل نحو 170 أفغانيا و13 جنديا أجنبيا بخلاف المفجرين الانتحاريين أنفسهم. ومنذ نهاية عام 2001، قتل قرابة 500 جندي أجنبي خلال مشاركتهم في مهام عسكرية بيد أن حصيلة قتلى القوات الاجنبية في أفغانستان خلال العام الجاري زادت كثيرا على أي عام سبق حيث اعتبر الصيف الماضي هو الاكثر دموية منذ الاطاحة بنظام طالبان. وشهدت المنطقة الجنوبية من أفغانستان التي تلقى حتى هذه اللحظة تجاهلا من قبل المجتمع الدولي اشتباكات ضارية خلال هذا العام بل واستمر العديد من هذه الاشتباكات لعدة أيام.
وهذه المنطقة هي نفسها التي تسلمت قوة المساعدة الامنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي(الناتو) المسئوليات الامنية فيها من قوات الائتلاف التي تقودها الولايات المتحدة في نهاية تموز/يوليو الماضي. وتسعى (إيساف) بعزم إلى تغيير الوضع المتردي في هذه المنطقة من خلال طرد مقاتلي طالبان منها وإطلاق عملية إعادة إعمار أكثر سرعة ووضوحا في المناطق الريفية التي تحظى بالأمن. ومن خلال هذه الاستراتيجية، يعتزم المجتمع الدولي كسب قلوب وعقول سكان جنوبي أفغانستان الذين بدأ الكثير منهم العودة لتأييد طالبان بسبب شعورهم بالاحباط. من جهة اخرى هاجم مسلحون دورية حراسة تابعة لحلف شمال الاطلسي في افغانستان امس السبت مما ادى الى مقتل جندي من قوات الحلف في منطقة جنوبية قال الحلف انه تم تطهيرها من مقاتلي طالبان بعد هجوم استمر اسبوعين في الشهر الماضي.
ولم يعلن حلف الاطلسي عن جنسية الجندي الذي قتل في هجوم بقنبلة ونيران اسلحة صغيرة على دورية حراسة في منطقة بانجواي التي تبعد 25 كيلومترا غربي مدينة قندهار. وقال حلف شمال الاطلسي في بيان "أحد الجنود أصيب بجروح. وفي وقت لاحق توفي متأثرا بالجروح التي اصيب بها. ولحقت اضرار بعربة واحدة). وتصاعد العنف في افغانستان هذا العام الى أشد مستوياته منذ ان أطاحت القوات التي تقودها الولايات المتحدة بحكومة حركة طالبان المتشددة بعد اسابيع من هجمات 11 سبتمبر ايلول.