| |
السبت 10 رمضان 1393هـ الموافق 6 اكتوبر 1973م العدد 721 مفاتيح الخير
|
|
يوفق الحاكم فيكون مثالا للعدل والانصاف والمساواة، ويتجرد من كل عاطفة ويبرأ من كل ميول في حكمه، إلا ما يرضي ربه ويطمئن ضميره، ويجعله في عمله رضي النفس هادئ البال. فطوبى له حينما يكون كذلك، وهنيئا لمن ولاه الله شؤونهم، وتصريف أحوالهم والسهر على مصالحهم.. ويضرب الحاكم ايضا أعلى مثل في المثالية وأبرز صفة في نجاح الحكم وصلاحه.. حينما يتجاوز حكمه الصفات التي اسلفنا الى ان تنعقد بينه وبين من ولاه الله شأنهم صلات محبة، وعلاقة اخوة، وجاذبية وفاء.. حينما يتلمس مظان الضعف فيقويها، ويتحسس جوانب النقص فيتلافاها، ويتوجس جوانب المرض فيعالجها.. فيكون في مجتمعه لا حاكما يحكم فقط، ولكن الى جانب ذلك اب حنون، ومعلم مخلص، وشقيق مواس.. انه حينما يكون كذلك ويلزم نفسه بهذه الصفات يضرب المثل الأعلى في مثالية الحكم، ويبرهن على انه خليق بكل احترام، جدير بأن تعطيه القلوب مودتها، وتمنحه النفوس ذوب عواطفها. ولا أغالي اذا قلت ان سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ووكيله سطام بن عبدالعزيز يمثلان هذه الظاهرة بأجلى صفاتها، ويعطيان الدليل الاكمل والامثل على صفة الحاكم يضرب أعلى صفقة في النجاح والوفاء والمحبة. فإلى جانب مسؤولياتهما الكثيرة والكبيرة والتي لا تترك لهما متنفسا هما ايضا نذرا نفسيهما لان يكونا خير مثل لحاكم يقدم جهده وماله وفكره في حياطة من ولاه الله شأنهم والحدب عليهم ورفع مستواهم في شتى المجالات.. سلمان يعطي تطوير جمعية البر في هذه المنطقة جهده ويوقف نفسه على تصعيدها وتطويرها وتنويرها من اجل الا يوجد في مجتمعه من ترمضه الفاقة ويمضه ألم الحرمان فيتحسس كل من يمكن ان يستحق العون وتمد اليه يد المساعدة فيرفع عنه عبء الحرمان ويجعله في شهر رمضان وفي فرحة العيد يشارك المجتمع الموسر فرحته وسروره وانطلاقه ويجعله يشعر انه وسط أمة فيها الخير وفيها الرحمة وفيها العطف وتتحلى بالمثل الإسلامية والصفات الكريمة.. والى جانب ذلك يعمل لان تكون هذه الجمعية مستقبلا صرحا من صروح البناء الاجتماعي السامق في شتى المجالات.. فمن اطلع على نظام هذه الجمعية ورأى مخططاتها وأهدافها علم ما ينتظرها من مستقبل يبشر بخير كثير وفضل وفير. وسطام يتحسس جانبا آخر من جوانب أدواء هذه الأمة ينظر الى من ابتلي بالدين فدفعته ظروفه التعسة تحت ضوء العدالة ان يكون ضيفا للسجن مخلفا خارجه آماله واحلامه وأولاده ومباهج حياته ليعيش رهن ظلمة السجن وعقابيله ويبقى اسيرا لتفكير طويل من أين ومتى وعلام.. الى آخر ما هنالك من تفكير لا ينقطع يرتد اليه في النهاية خاسئا وهو حسير.. فيعض بنان الندم ويستسلم للألم ويصحب ذلك أنات يصحبها الانين والحنين.. فلا حيلة ولا وسيلة.. ليأتي سطام الذي يحس من صميم قلبه بمدى هذه اللوعة ويدرك ما يقاسيه جليس هذا السجن فتنطلق من قلبه بادرة تنادي أهل الفضل والاحسان وارباب الخير والمروءة والفضل بأن يتدخلا بما وهبهم الله من خير وما طبعت عليه نفوسهم من عاطفة بر واحسان ليخففوا عن هؤلاء آلامهم، ويدخلوا الى نفوسهم الفرحة، ويزيلوا عنهم الكرب والاذى.. فتكون النتيجة المرضية، ويصدق على هذا المجتمع ما اشار اليه نبيه عليه السلام: مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. طوبى لسلمان وسطام يقفان هذا الموقف الكريم المشرف ويعطيان الدليل من نفسيهما بمالهما وبفكرهما وبجاههما على أنهما في القمة من صفات الحكماء الأوفياء الأصفياء.. وطوبى لهذا الشعب الكريم يتحسس مفاتيح الخير تدله على أبوابه وتريه طريقه فيبادر بطواعية وطيب نفس وعاطفة دينية وأخوية وإنسانية الى المشاركة السخية في مثل هذه الجوانب الخيرة التي يعتبر الدفع فيها لوجه الله يرجى بها فضله ويطمح منها بالزيادة وهي أيضا مشاركة في بناء مجتمع سليم تظله العدالة وترفرف على جوانبه الرحمة والشفقة. فمرحبا بسلمان وسطام وبالأيدي الكريمة تمتد للخير وتتنافس فيه.
بقلم: عبدالله بن خميس
|
|
|
| |
|