| |
قطر.... تنقض الوضوء
|
|
مفتعلاً الحكمة والحرص على الأخوة.. اعتبر وزير خارجية قطر في تصريح لقناة الجزيرة أمس أن الإجماع العربي لمرشح الأردن لموقع الأمين العام للأمم المتحدة لم يكن سوى مجاملات عادية من الدول العربية للأردن عندما طرح ترشيح مندوبه في الأمم المتحدة الأمير زيد بن رعد لموقع الأمين العام، ونفى أن يكون مجلس وزراء الخارجية العرب قد أجمع على ترشيح ودعم مندوب الأردن. بهذه البساطة يحاول وزير خارجية قطر أن يصور مسألة إجماع العرب على قضية كبيرة كقضية ترشيح عربي مسلم للمرة الأولى وفي هذا الوقت الذي يحتاج فيه المسلمون إلى شخصية بهذه الصفات تبرز للعالم حضارة الإنسان العربي المسلم وتدحض كل التهم التي يحاول أعداء العرب والمسلمين إلصاقها بهم عندما يحتل أحد أبناء العروبة والإسلام الموقع الأممي الأول معتقداً أن هناك من يصدقه مهما كان جاهلاً بابجديات العمل السياسي. فالوزير يسيئ للعرب من حيث يدري أو لا يدري لأنه عندما يصور وزراء خارجية الدول العربية بأنهم يتصرفون في القرن الواحد والعشرين بهذه الخفة في قضية بهذا الوزن، فإن الأمر يتعدى خطورة خرق قطر للإجماع العربي إلى الاستخفاف بصناع القرار العربي الذين يفترض أنهم نخبة وقادة على مستوى الوطن العربي. محاولة الوزير الأخيرة لا تختلف عن الطريقة القطرية في التعاطي السياسي المشبوه والمريب الذي يعتمد على (الرزوقة) والنطنطة، ودليل ذلك سلوك قطر في قضايا حدثت في الآونة الأخيرة ما زالت في ذاكرة الشعب العربي. فعندما تخالف قطر العالم العربي في قضية التدخل الأجنبي في دارفور وتقف على يمين اليمينيين في الولايات المتحدة الداعين لإرسال قوات إلى دارفور وتستحق قطر شكر وعرفان الولايات المتحدة فإنها بالمقابل لا تستحق شكر وعرفان الأمة العربية على هذا الفعل حتى لا أقول إنها استحقت شيئاً آخر. وعندما تزوّر قطر ثمانين وثيقة تقدمها للمحكمة الدولية للهف جزر حوار من البحرين ويفتضح أمرها بعد رفض المحكمة لهذه الوثائق فإنها لا تستحق الاحترام على أقل تقدير. وعندما ترسل القنابل الذكية من قاعدتي السيلية والعديد لقتل المدنيين اللبنانيين ومن ثم ترسل بعثات للمساهمة في إعادة إعمار ما دمرته قنابلها فلا أدري ماذا تستحق. وعندما تعبث قطر بالدم الفلسطيني متظاهرة بأنها تدعم حماس ضد السلطة وتحرص بذات الوقت على ممارسة السلطة الشرعية لسيادتها على المؤسسات الفلسطينية فإنها لا تضحك إلا على نفسها لأن لا المواطن القطري ولا العربي يصدق أن دولة تستقوي على العرب بالقاعدتين الأمريكيتين المدججتين بأحدث الطائرات والصواريخ في العالم يمكن أن تخالف أوامر أصحاب القاعدتين بالحرص على الدم الفلسطيني. لم تكن الإساءة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتحفنا بها حكام قطر بين الحين والآخر، وما فعلوه مؤخراً في طعن ظهر العرب والأردن بالتحريض ضد مرشحهم لموقع الأمين العام للأمم المتحدة سبقته مواقف كثيرة كلها تنم عن حقد على الأردن وعلى العرب وإلا بماذا نفسر عدم منح المواطنين الأردنيين عن دون خلق الله تأشيرات لزيارة قطر أو العمل بها؟ وبما نفسر التضييق على القلة القليلة من الأردنيين العاملين في قطر؟ وبماذا نفسر افتعال كل هذه المشاكل مع الأردن ولماذا؟ منذ أن استولى حكام قطر الحاليون على مقاليد الحكم في قطر بالطريقة التي يعرفها العالم توقعنا أن نرى العجب العجاب من مثل هكذا حكام وها نحن نرى ونسمع.
مجيد عصفور نقلاً عن جريدة الرأي الأردنية
|
|
|
| |
|