بحيرة تيتي كاكا في (الفيصل)

صدر العدد الجديد من مجلة (الفيصل) زاخراً بالموضوعات الأدبية والعلمية والثقافية، استهلها د. سمير عبدالحميد إبراهيم بمقال عن (رمضان في كتابات المسلمين اليابانيين) وصف فيه حرص المسلمين اليابانيين على استقبال هذا الشهر الكريم، والحفاوة التي يقابلونه بها، ومحاولة رؤية هلاله، وإن تعذر ذلك عملوا بالفتوى، وهي أقرب بلد لهم، وهو ماليزيا. واستعرض الكاتب النصوص التي وقعت تحت يده باللغة اليابانية عن رمضان والصوم، وذكر منها ما كتبه الياباني أوكوبو كوجي، واليابانية المستعربة كاتاكورا موتوكو، ونور محمد تناكا، وغيرهم، ونسبة إلى عدم وجود مجتمع إسلامي في اليابان، يمارس فيه المسلمون حياتهم، لجؤوا إلى وصف رمضان خارج اليابان لا داخلها، مثل: سورية والمغرب.
وتناول د. ماهر عباس جلال (أزمة الإبداع العربي بين رياح التغيير وتحديات العولمة)، موضحاً أن الإبداع موهبة وحرية وعبقرية، وهو مطلب حضاري جوهري لجميع الأمم، وأن المبدعين هم ثروة قومية لا يمكن الاستغناء عنها، وتناول اهتمام العرب بالإبداع منذ أقدم العصور، واستعرض المؤلفات والمؤلفين الذين كتبوا في هذا المجال، ثم عرّف الإبداع، وعدّد شروط العمل الإبداعي، وصفات شخصية المبدع، وأثر البيئة في الإبداع، ودعا في ختام بحثه إلى تعاون جميع مؤسسات المجتمع العربي على اكتشاف الطاقات الإبداعية العربية، وتوفير المناخ الصحي لتنميتها، وتبادل الخبرات في هذا الشأن.
وجاء موضوع محمد سيف حيدر بعنوان (الاستدعاء: نظرية نهاية التاريخ، وسياسة إدارة بوش الابن)، تناول فيه سياسة هذه الإدارة اليمينية المحافظة التي جاءت إلى السلطة بعد ثماني سنوات من حكم إدارة ديمقراطية ليبرالية، هي إدارة الرئيس كلينتون التي كانت تعمل وفقاً لمفاهيم بناء الإجماع واستراتيجياته، والعمل من خلال منظمات، وترتيبات متعددة الأطراف، عكس إدارة بوش التي تبنت (الوحداوية) في نظرتها إلى العالم والتاريخ، وأشار إلى ميولها الانعزالية الواضحة، وقد بدأ ذلك في تعاطيها مع شؤون العالم على ضوء تعريفها الضيق بالمصلحة الأمريكية، ثم تعرض الكاتب لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأوضح كيف قلبت تلك الأحداث التشكيلات الجيوسياسية في أمريكا رأساً على عقب، وأطلقت يد القوى المحافظة التي تمتلك رؤية راديكالية، وطوباوية.
وقدّم د. سلطان القحطاني قراءة في كتاب (الوأد عند العرب بين الوهم والحقيقة) للدكتور مرزوق بن تنباك الذي عالج هذه القضية من منظور علمي بحت، من خلال النصوص البلاغية، ومعنى النص من داخله، مؤيداً فكرته بكل ما يستطيع من نصوص، تسندها؛ لإيضاح الفكرة العامة من موضوع تواتر على ألسنة المفسرين والرواة والمحدثين والواعظين وأقلامهم.
وكتب المهندس محمود زين العابدين تحقيقاً بعنوان (مدينة إستانبول: تجارب في الحركة والنقل والمرور) وتناول المشكلات التي كانت تعانيها مدينة إستانبول من جراء عملية المرور والنقل العام، بسبب النمو السكاني والهجرة من الريف إلى المدينة، والتوسع العمراني الذي صاحب هذه الهجرة، خصوصاً في المناطق التاريخية لتلك المدينة التي تحتوي على أوابد تاريخية، لا تسمح بفتح شوارع جديدة، وواسعة فيها، واستعرض الجهود التي قامت بها بلدية مدينة إستنابول لحل هذه المعضلة، التي تمثلت في الأساليب والتقنيات الحديثة، واستخدام مترو الأنفاق والترام، إضافة إلى زيادة الأنفاق والجسور المعلقة، كما أوجدت حلولاً مناسبة لمواقع الاختناقات المرورية.
وكتب د. عبدالرحمن محمد العيسوي عن (فن السيكودراما) أحد مناهج العلاج النفسي الجماعي التي أسسها عالم النفس النمساوي مورينو، وتقوم هذه العملية العلاجية على أساس من افتراض مضمونه أن قيام الفرد بأداء الدور على خشبة المسرح يسمح له بالتعبير عن الانفعالات، والمشكلات التي يعانيها، وإخراجها إلى حيز الوجود، ويستمد هذا المنهج في العلاج النفسي أصوله من مدرسة التحليل النفسي التي تؤمن بوجود الدوافع والصراعات اللاشعورية، وتؤمن بقيمة التفريغ الانفعالي، وتعدّ السيكودراما من المناهج الحديثة في علم النفس التي تعتمد على أسس علمية ومنهجية، وتفسح الطريق أمام المريض للوعي بنفسه، وإدراك سلوكه، ومن ثم تصويب هذا السلوك، أو تعديل اتجاهاته تجاه مواقف الحياة المختلفة، ويصلح علاجاً لجميع الأمراض، وبين مختلف الفئات.
ومن قصائد العدد: (شهر الصيام) ليسن قطب الفيل، و(لماذا؟) لعبدالسلام كامل عبدالسلام.
ومن قصص العدد: (دون سيدرو) ترجمة: حسين عيد، و(الدكان) لأحمد المؤذن.
وتضمن العدد الأبواب الثابتة: الملف الثقافي الذي يرصد حركة الثقافة داخل المملكة وخارجها، واشتمل على أخبار ثقافية، وأحدث إصدارات الكتب والدوريات، والمسابقة التي رصدت جوائز قيمة للفائزين، وجاءت خاتمة المطاف: بعنوان: (ربيع الورد بين الطائف وأريانة) لبشير السالمي.