| |
رياض الفكر رجال المرور القدوة الحسنة سلمان بن محمد العُمري
|
|
حسن الخلق خصلة حميدة حث عليها ديننا الإسلامي، وحض عليها رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - ورغب فيها بالبشارة الكريمة (أقربكم مني منزلاً يوم القيامة أحسانكم أخلاقاً)، وقال - صلى الله عليه وسلم - (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، وتزداد أهمية الخلق الحسن لدى الإنسان حينما يكون عمله مرتبطاً بشريحة كبيرة من الناس، وهذا هو القياس والمعيار الحقيقي لهذا الأمر، لأن من تكون دائرة اتصالاته بالناس محدودة خلاف من يتعامل مع المئات من البشر يومياً، وتتباين مواقفهم وأخلاقهم وتصرفاتهم، ومما يخرجهم عن طورهم أحياناً. ولقد حدثني ابني عبد الله عن موقف عايشه خلال شهر رمضان المبارك، وفي وقت عصيب وزحمة عمل واضطراب الأنفس، وتعدد المراجعين عن موقف رجولي وإنساني لبعض رجال المرور تجاه شاب صغير السن وفي المرحلة الأولى من قيادته للسيارة، ولست استغرب على مجتمعنا المبارك - إن شاء الله - أن يكون فيه مثل هؤلاء الرجال، لكن ما أثلج صدري هو الشعور الطيب الذي انعكس في نفس ابني تجاه الموقف الإيجابي لرجال المرور، وأن هذا التصرف لم يفت عليه. نعم إن رجال المرور هم جزء من نسيج المجتمع هم وإخوانهم رجال الأمن جميعاً، وهم يعملون بما فيه حفظ الأنفس والأموال والممتلكات واحترام الطريق وحقوقه، فلهم منا كل الشكر والثقة والتقدير ولادعاء، فقد ألقيت على كواهلهم مسؤولية تطبيق الأنظمة، وهم يبذلون الجهد لتطبيقها بما يكفل سلامة الجميع والتعامل مع كل موقف بما يقتضيه الواجب. ولاشك أن حسن تصرف رجال المرور، وحسن تعاملهم مع الآخرين يزرع في نفوس الناس الاحترام لرجل المرور والتقدير، وعكس ذلك يسبب رد فعل من قبل الناس تكون له آثار سلبية وتصرفات غير مرضية، ولاشك أن البشر أصناف، ويختلفون في طباعهم وتصرفاتهم ومشاربهم الفكرية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون الناس جميعاً سواسية في الحسن والجمال، ولا في السوء والقبح. إن هذا التصرف الإنساني الجميل، والأخلاقي حينما يكون من رجل المرور، فإنه يعكس بكل تأكيد شخصية وإنسانية الرجل السعودي والمجتمع السعودي بوجه عام الذي يغلب فيه - ولله الحمد - الشهامة والطيبة والإنسانية، كما أنه يعكس أخلاقيات رجال المرور في بلادنا بوجه عام، وفي مدينة الرياض بوجه خاص، وليس بمستغرب على هذا الجهاز الذي يرأسه رجل فاضل وربان ماهر ألا وهو العقيد عبد الرحمن المقبل مدير مرور الرياض، وتحية إكبار وتقدير لمن كان وراء كتابة مقالنا هذا وأخص بالذكر أفراد المرور طلال الرشيدي، وشبيب العتيبي، والرائد سعود القباني. وأعود بالقول مذكراً أن المسؤول الأول في تعامله وحسن أخلاقه قدوة لزملائه ولمرؤوسيه، فلا عجب أن ينعكس هذا الخلق الطيب والتعامل المثالي في أخلاقيات رجال المرور.
alomari1420@yahoo.com |
|
|
| |
|