لقاء الصناعيين السنوي... شجون القطاع على مائدة السحور
المطالبة بضم هيئة المدن الصناعية للجبيل وينبع وتوسيع نشاطها

* الرياض - عبد العزيز السحيمي:
في ليلة رمضانية جمعت رموز القطاع الصناعي في المنطقة الوسطى في لقائهم السنوي الذي عقد مساء أمس الأول بضيافة الأستاذ فهد العبيكان وبحضور الدكتور خالد السليمان وكيل وزارة التجارة والصناعة لشؤون الصناعة وأعضاء اللجنة الصناعية بغرفة التجارة والصناعة بالرياض.
وقد شهد الاجتماع مناقشة عدد من الأمور التي تهم الصناعيين بالمملكة عامة وبالمنطقة الوسطى خاصة، إذ بدأ الحديث في الاجتماع حول إستراتيجية الصناعة في المستقبل التي لقيت إشادة من الصناعيين مؤكدين أنها الخيار الإستراتيجي لتطور الصناعة ونموها ودورها لتطوير الصناعات السعودية وتوجهيها الدعم للقطاع الذي لا يزال أقل من المأمول علماً أن التنمية الصناعية حققت أهدافاً كثيرة.
وتحدث عدد من رجال الأعمال حول هيئة تطوير المدن الصناعية التي لم يظهر دورها منذ تأسيسها مطالبين بضرورة تفعيلها وإشراكها هموم الصناعة الوطنية مطالبين بضمها إلى الهيئة الملكية للجبيل وينبع وتوسيع نشاطها في المدن الصناعية الثمان التي ما زالت بحاجة إلى تفعيل وتطوير فعلي للبدء في استثمار تلك المدن الصناعية التي تحتاج كثيراً في سبيل بيئة صناعية مميزة.
مؤكدين ضرورة ترجمة نتائج الاستبيان والمسح الصناعي التي لم ترَ النور منذ تقديمها قبل أكثر من سبع سنوات، وما زالت حبيسة الأدراج.
ولم يغفل الصناعيون ورجال الأعمال متطلبات الصناعات الصغيرة التي تعاني من عدم وضوح الرؤية لا من مجلس الغرف وكذلك من الوزارة مطالبين بدراسة الصناعة للخروج بعرض جيد من أجل تحسين الفرص الصناعية للأجيال القادمة وتقديم رؤية كاملة.
كما تم في اللقاء المطالبة بتصحيح مفهوم تحويل الشركات العائلية العاملة في مجال الصناعة أمام الكتاب الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي الذين أساؤوا فهم تحول الشركات العائلية التي يعد تحويلها تطوراً للصناعة في الوطن، موضحين دور المركز الوطني للشركات العائلية في مجلس الغرف التجارية.
ولم يغفل الصناعيون التحديات الصناعية التي يواجهونها في ظل انفراد المملكة وتربعها على معظم الصناعات في الوطن العربي التي تمثل أولاها في مطالبة شركة الكهرباء لهم في زيادة 5% من رسوم الخدمة الكهربائية التي سيبدأ العمل بها خلال العامين القادمين مما ولد الإحباط في نفوس الصناعيين مطالبين شركة الكهرباء بإعادة النظر في رسومها الحالية دون التفكير في رفعها كما أوضحه الاجتماع الذي جمع بعض الصناعيين بقيادات شركة الكهرباء.
وأشاد الصناعيون بترسية مشروع سكك الحديد الذي سيكون له الأثر الاقتصادي الواضح لشركات التعدين السعودية وكذلك الصناعات المختلفة، إذ إن المشروع يربط معظم المناطق السعودية عبر سكك الحديد، مؤكدين أهمية ربط منطقة الرياض بمنطقة القصيم عبر سكة الحديد.
وأوضح الصناعيون أهمية مشروع رأس النور الذي تأخر كثيراً في تنفيذه، وجاء من ضمن أهداف الخطة الخمسية الثانية، وبدأ العمل فيه ضمن الخطة الثامنة خصوصاً أن المملكة غنية بالخام الضروري والطاقة اللازمة في صناعة الألمنيوم.
وتطرق الصناعيون في لقائهم إلى مشروع مركز التكامل الصناعي الذي يهتم بالصناعيين وخدمتهم، وما زال تحت الدراسة ومن المتوقع أن يرى النور قريباً في ظل الدعم الذي يلقاه المركز من الغرفة التجارية والصناعية بالرياض بمبلغ قدره مليون ريال، وقد برزت كفكرة في وزارة الصناعة عام 1999م وبدأت حينها الدراسات حوله ومدى الاستفادة من هذه التجربة التي برزت في الدول المتقدمة وتطبيقها في المملكة لدعم النهضة الصناعية المحلية.
وكيل وزارة التجارة والصناعة للصناعة الدكتور خالد السليمان أوضح خلال مداخلته أن العمل في الوزارة على قدر كبير من الشفافية والوضوح، وأضاف أن المسح الصناعي سوف ينتهي العمل النهائي منه في القريب العاجل إن شاء الله. وأضاف أنه يؤمن بضرورة تطوير العمل في المدن الصناعية وليس هناك صناعة من دون مدن صناعية وأن الهيئة أنشئت لخدمة البلد، وتلك ستكون من أولويات اهتمامات الوزارة وأبدى تفاؤله بانفراج حيال هيئة المدن الصناعية.
تخلل اللقاء بعض الأحاديث الجانبية بين الصناعيين التي جمعت كبار الصناعيين وكذلك الوجوه الشابة في العمل الصناعي.