| |
هنيئا لهذا الموظف عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي
|
|
سأل مراجع عن معاملته، رد عليه أحد الموظفين: معاملتك ليست عندي، طلب المراجع من الموظف مساعدته، فرد عليه بجفاء وغلظة أثرتا على نفسية المراجع، فخرج من المكتب منكسر الخاطر، دخل مكتبا آخر، وكرر السؤال نفسه، استمع إليه الموظف بإنصات وتفهم، وطلب منه الجلوس وأمر له فنجان قهوة وماء، أدار قرص الهاتف وسأل عن المعاملة حتى تبين له مكانها، وبعد أن فرغ المراجع من قهوته، أرشده إلى الموظف الذي عنده المعاملة وكيفية الوصول إليه، سُرّ المراجع وصار يحدث نفسه: سبحان الله أين هذا الموظف من ذاك؟ روعة في الاستقبال وحب في مساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم، فهنيئا لهذا الموظف على أريحيته، ونبل موقفه، وكريم خلقه.. دعا الله له بمزيد من التوفيق والسعي في خدمة الآخرين ومساعدتهم، وأن يكثر من أمثاله. حقا إنه موقف نبيل أن تتفهم حاجة المراجع، وأن تسعى في خدمته ومساعدته على إنهاء إجراءات معاملته أو توصي زميلك بذلك. قد لا يستشعر البعض مدى المعاناة النفسية التي يسببها عندما يصد أحدا من المراجعين بجفاء، أو لا يحسن الإصغاء إليه والإجابة عن استفساره، فالمراجع قد يكون أحد رجلين: إما كريما أو لئيما، فالكريم يجب أن يكرم ولا يهان، واللئيم يجب أن يتقى شره ولؤمه.. تأملوا قول أسماء بن خارجه: (ما أحب أن أرد أحدا عن حاجته، فإنه لا يخلو من أن يكون كريما فأصونه، أو لئيما فأصون منه نفسي). وقول جعفر بن محمد: (إن الحاجة تعرض للرجل قبلي فأبادر بقضائها مخافة أن يستغني عنها، أو تأتيه وقد استبطأها، فلا يكون لها عنده موقع). إنه درس في خدمة الناس وقضاء حوائجهم، سهل ميسر، أليس كذلك؟.
|
|
|
| |
|