| |
تعلم الطيران
|
|
دأبت (جانين شيبرد) على الإغراق في أحلامها العريضة غير المألوفة على الرغم من أن موطنها في سيدني كان مكاناً تزدهر فيه رياضة ركوب الأمواج والأنشطة المرتبطة بالجو الصحو والشمس المشرقة، تعلقت (جانين) بشكل مختلف تماماً بإحدى أنواع الرياضات، انها التزلج على الجليد. كانت (جانين) بطلة رياضية ومن هذا المنطلق صممت على الفوز بالميدالية الذهبية على مستوى استراليا في التزلج عبر البلد، وقد علقت على هذا الأمل بقولها: (أريد أن أثبت للعالم أن بوسع الفتاة الاسترالية أن تكون الأفضل وتحتل المكانة الأولى في رياضات الشتاء). ولكن حلمها الغريب تحطم عندما اصطدمت دراجتها أثناء التدريب بشاحنة، كان حادثاً مروعاً وأصيبت خلاله بكسور في ظهرها ورقبتها. ظلت تتلقى العلاج على مدى خمسة أشهر في المستشفى وفقدت البطلة الرياضية البارزة احساسها بساقيها وقدميها، أخبرها الأطباء أنهم وجدوا أنفسهم أمام خيارين إما أن يحجموا عن الجراحة مما كان يعني أن تقضي باقي حياتها على كرسي متحرك وإما أن يجروها لتبقى أمامها فرصة ضئيلة للسير مرة ثانية بمساعدة المساك واطار المشي. أجرت جانين عدة عمليات جراحية ونجحت بعد معاناة في تحريك جسمها ثانية، وعندها بدأ حلم جديد يداعبها وأصبح كأنه الوقود الذي يعجل بخطى شفائها البطيئة وقد وصفت ذلك الطموح بأنه كان سخيفاً: لقد كانت فكرة مجنونة.. لم يسبق أن رغبت في الطيران.. لكنها قررت أن تجرب. والشيء المثير للدهشة هو أنه بعد خروجها من المستشفى بستة أسابيع وبينما كانت ما تزال ترتدي رداء الجبس تلقت درسها الأول في الطيران. تعبر جانين عن ذلك قائلة: حاصرتني نظرات التعجب من كل جانب ما هذا الشيء الهش الذي يحوم في المكان وهو ملفوف في رداء من الجبس. أخذ الناس ينظرون إلي ولسان حالهم يقول: من تخادع؟ ولكن جانين نجحت في التحكم في دواسة الطائرة بشكل لافت برغم فقدها للحس في قدميها. كانت تعتمد على قوة أعلى ساقها وقدر كبير من التركيز حتى على الرغم من اعاقتها البدنية، حصلت جانين على ما هو أكثر من رخصة طيران خاصة ثم حصلت على رخصة تجارية وأصبحت معلمة تدرس في هذا المجال ولكن برغم ذلك بقي طموحها بلا حدود، فتلقت دروساً في الطيران الاستعراضي. قال الأطباء إن فرصتها محدودة للغاية في السير أو الانجاب ولكنها صممت أن تثبت لهم عكس ذلك وحققت الاثنين.. فقد رزقت بابنتين وولد. وقدمت لكل الاستراليين مثالاً وقدوة في المثابرة والصبر.
|
|
|
| |
|