| |
كانوا يعتقدون أنّ المسلمين أساس الشر والمشاكل في العالم ثمانية فلبينيين يشهرون إسلامهم دفعة واحدة في مخيم التفطير الدعوي بالصناعية القديمة
|
|
* الرياض - فهد الغريري : آرس وآلن وريجان وكريسانتي وكارلوس وروبرت وكايبر الفلبينيو الجنسية المسيحيو الديانة، تحوّلوا إلى عيسى وزكريا ويوسف ورشيد وعبد الرحيم وعمر وعبد الله وذلك بعد أن أعلنوا إسلامهم ونطقوا بالشهادتين أمام قرابة ألف وثمانمئة شخص من مختلف الجنسيات العربية والشرق آسيوية في مخيم التفطير الدعوي بالصناعية، ليحتفل الجميع بهذه المناسبة السعيدة إلى تفاعل معها الحضور وانطلقوا لاحتضان إخوانهم الجدد والترحيب بهم بينهم.بدأت الحكاية عندما لاحظ أحد الشباب السعوديين المتطوعين للعمل في تنظيم المخيم قبل أذان المغرب بدقائق ثمانية من الفلبينيين يقفون في الشارع ويراقبون من خلف الحاجز كيف يجري العمل على قدم وساق بدقة وتنظيم شديدين يقوم به قرابة الخمسين شابا معظمهم من طلاب المدارس يوزعون فيه الطعام على أفواج من العمالة تتجاوز الألف شخص اصطفوا في طابور طويل على باب المخيم، حينها اقترب الشاب من الثمانية ودعاهم للدخول وعندما لاحظ تردّدهم قال لهم أنهم يوزعون الفطور مجاناً وسألهم إن كانوا مسلمين صائمين، وحينما أجابوه بأنّهم ليسوا مسلمين زاد إصراره على دعوتهم. (كانت فكرتنا عن المسلمين أنهم فوضويون وسيئون وأنهم أساس الشرور في العالم، ولكن ما رأيناه في المخيم أزال هذه الفكرة نهائيا من أذهاننا) .. هكذا قال ريجان وكارلوس أو رشيد وعمر، وبعد تناول الطعام بقي الثمانية يتفرجون على صفوف المصلين دون صلاة المغرب جماعة في المخيم ثم تناولوا طعام العشاء سوية. كانت المفاجأة في اليوم التالي كما يقول الشيخ معمر وهو داعية فلبيني الجنسية يتحدث الفصحى بطلاقة أن الثمانية أتوا باكراً وتحديداً بعد صلاة العصر وجلس معهم الشيخ معمر وداعية آخر سعودي حيث استقبلا أسئلتهم الغزيرة عن الدين الإسلامي وأعطوهم الإجابات الشافية، وما أن قام الشيخ سعيد المشرف على المخيم برفع الأذان وانتهى الجميع من الإفطار قام ستة من الثمانية وأعلنوا إسلامهم ونطقوا الشهادتين عبر مكبر الصوت في لحظة مؤثرة انطلقت بعدها التهاني والتبريكات بين الحاضرين فرحة بإخوانهم الجدد قبل أن يصطفوا جميعاً لأداء صلاة المغرب. في هذه الأثناء وقف ألن وريجان جانباً ينظرون إلى هذا المشهد بتفكُّر وتأمُّل عميقين، إنهما لم يزالا غير مقتنعين بتغيير دينهما وكان التردد يستحوذ عليهما، يقول آلن: عشت للحظات في حيرة وتردُّد شديدين، من الصعب أن يغير المرء دينه الذي آمن به وعاشه طوال حياته، كان مفترق طريق لا بد من الوقوف عنده طويلاً، ولكن التوقُّف لم يمتد كثيراً، فبمجرد إعلان الإمام انتهاء الصلاة بالتسليمتين، تقدّم الاثنان ليعلنا إسلامهما ولينطقا الشهادتين وليختارا أسماء زكريا ورشيد وسط فرحة الجميع.وفي حديثهم مع (الجزيرة) أكد الثمانية أنه كانت لديهم فكرة سيئة جداً عن الإسلام في السابق وأنهم استقوا هذه الفكرة من الإعلام غالباً، يقول عمر: في الفلبين هناك نزاع بين المسلمين والنصارى وأيضا خلاف بين المسلمين أنفسهم، أما في السعودية فقد رأيت شيئاً آخر أقنعه بالإسلام وخاصة أن الإعلام في الفلبين يضخم أي مشكلة تقع ويكون المسلمون طرفاً فيها ويضعون اللوم كله على المسلمين. أما عيسى فكان يعتقد أن المسلمين هم أمة من التجار، ويبرر الشيخ معمر ذلك بأنه في شمال الفليبين أكثر التجار هم من المسلمين، ولكن عيسى يضيف أنه مع ذلك كانت الصورة السيئة موجودة في ذهنه. هذه الصورة السيئة لم تمنعهم من ذكر بعض الإيجابيات التي شدتهم في المسلمين حيث قال عبد الرحيم: (لا أعرف مسلمين ولكني سمعت أنهم شجعان لا يهابون الموت وهذه صفة جميلة وإن كانت ترافقها صورة سيئة أنهم إرهابيون). كما أكد الثمانية أن من أهم الصفات التي يعرفونها عن المسلمين وأكدها ما رأوه في المخيم هي صفة التكاتف والأخوة والوحدة بينهم. ويقول عبد الله إنه سبق أن عمل في دبي وتعرّف على أصدقاء هناك دعوه إلى الإسلام فبدأ بالاطلاع والقراءة حتى لما عاد إلى الفلبين حيث لم يكن يستطيع التركيز بسبب انشغاله معظم الوقت هناك، وعندما جاء إلى السعودية رأى المخيم ووجد فرصة للتعلُّم والتعرُّف على الإسلام أكثر.وأشار الجميع إلى أن ما شاهدوه من حسن التعامل من قِبل المسلمين منذ مجيئهم إلى السعودية قبل ثلاثة أشهر، وما قوبلوا به في المخيم من ابتسامة وأخلاق عالية واستضافة لهم حتى مع كونهم غير مسلمين، قالوا إن هذه الأشياء حببتهم في الإسلام وجعلتهم أن يكونوا منتمين لهذا الدين العظيم وأن يكونوا إخوة للمسلمين.وحول طبيعة حياتهم بعد أن أسلموا قال عمر إنهم يعلمون بوجوب ترك الكثير من الممارسات التي كانوا يعملونها في حياتهم، ويقول عمر إنه من السهل ترك كل ملذات الدنيا لأن الشخص إذا كان مهتما وآمن عن اقتناع فسيكون من السهل عليه الالتزام بالتعاليم التي آمن بها.ركز الثمانية كثيراً في حديثهم على أن وجودهم في السعودية أسهم في تعرُّفهم على الإسلام الحقيقي وإعجابهم به، وكان السؤال الأخير إن كان رؤيتهم لنماذج سيئة من المسلمين في السعودية أو غيرها مستقبلاً سيكون سبباً في صدمة تغير مفاهيمهم هذه، فتعالت الأصوات برفض هذه الفكرة وأوضح عمر قائلاً : بالتأكيد هناك مسلمون مقصرون في أداء تعاليم دينهم .. هذه طبيعة النفس البشرية وليست مرتبطة ببلد معين أو شعب محدد. في نهاية الحوار معهم كانت الفرحة بادية على وجوههم وابتساماتهم سبقت ألسنتهم وهم يسألون: متى ينشر الحوار؟ وهل ممكن أن نحصل على نسخة من الجريدة يومها؟
|
|
|
| |
|