الرسالة الأخيرة شيء.. في صدري
شعر/ سعد البواردي

لا يعنيني من؟! يحارب من؟!
سني..!
قبطي..!
درزي..!
كاثوليكي..!
بروستانتي!
كل حروب العالم مجنونة..
ملعونة..
إلا ما كان منها على حق..
دفاعاً عن أرض
ودفعاً عن عرض..
***
ولدينا عنوان العدوان
الجاثم على صدر فلسطين
يحمل كل معاني الحقد
كان البادئ في الظلم
والبادئ أظلم
أحرقها.. مزقها..
أغرقها في بحر الأحزان
كل فلسطيني خلف القضبان
وما كان الباغي وحده
فله أعوان..
وأدوا صوت الحرية.. والحب
نشروا صوت الخوف..
وصمت الرعب..
منذ غزوا أرض فلسطين
عاثوا فسقاً.. وفساداً
لبست منهم فلسطين حداداً
حتى اليوم.. يا قوم!
كانت حروباً ستة شنّتها..
كانت حروباً خمسة كسبتها
عام 48، 56، 73، 82، 96
وكسبنا موقعة الألفين وستة..
هزمناهم بمواجهة الأحرار..
لكن..!
يبقى العالم.. والظالم يبحث عن نصر..
لا يقبل أن يُهزم مرة
بسواعد حرة..
يبحث عن نصر آخر..
تقليم أظافر من أسدى النصر
لتكن حرباً أهلية..
كالحرب على أرض السودان
كالحرب على أرض الصومال..
كالحرب المجنونة في أفغانستان
كالحرب الملعونة في بغداد..
كل حروب الفتنة صنع يديهم
عنوان سجيتهم (فرّق تَسُد)
هل تقوى على هذا؟!!
أرجو أن لا تقوى..
***
لا يعنيني من؟ يقاوم من؟
ليكن إنساناً يقاومهم..!!
ليكن شيطاناً ينازلهم..!
هم أعتى شيطاناً في الأرض
هم أبشع محتل عرفته الدنيا
هم أقسى بشر منذ التاريخ الأول..
لم يبقوا طفلاً..
الأطفال لهم أهداف مشروعة!!
في (غزة).. في (الضفة)..
في لبنان..
لهم ألف مذابح.. ووجيعة..
قتلوا.. غدروا.. خدعوا..
نكصوا للوعد.. وللعهد..
في القرآن..
وفي التوراة
وفي الإنجيل..
لهم ماضي أسود
***
حسناً شربوا من كأس أذاهم
حسناً طعموا من مرّ قذاهم
هم وحش كاسر..
والوحش لا بدَّ له من ترويض
ليشعره أن قرون الباغي تتكسر
على صخر أكبر..
يشعره أن القوة أحياناً تُهزم
حين تكون القوة.. (غابية)..
و(غبية)
***
أشعر أني اليوم ولدت
بعد طول هزيمة..
أشعر أني اليوم وُجدت
على وقع عزيمة..
أقرأ في صدري بدايات بداية
وفي خلدي الضارب في الحلم
بداية نهاية..
من يدري قد يصدق حلمي
هذا شيء في صدري